خبراء يحذرون.. طهي المكرونة بهذه العادة يزيد من خطر أمراض القلب

خبراء يحذرون.. طهي المكرونة بهذه العادة يزيد من خطر أمراض القلب

أصبحت «المكرونة» واحدة من أكثر الأطعمة شيوعًا على موائد العالم نظرًا لسهولة تحضيرها وتنوع طرق طهيها، إلا أن خبراء التغذية والصحة حذروا مؤخرًا من بعض العادات الخاطئة في طهي المكرونة التي قد تؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان، حيث أوضحوا أن طريقة التحضير يمكن أن تجعل هذا الطبق اللذيذ مفيدًا أو ضارًا، خاصة إذا تم طهيه بطريقة تزيد من مستويات السكر في الدم وتؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.

طريقة الطهي الخاطئة وأثرها على الجسم

أشار خبراء التغذية إلى أن طهي «المكرونة» لفترات طويلة حتى تصبح طرية جدًا يجعل مؤشرها الجلايسيمي مرتفعًا، وهو ما يؤدي إلى سرعة امتصاص النشويات وتحولها إلى سكر في الدم بسرعة كبيرة، هذه العملية تؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم بشكل مفاجئ مما يرهق البنكرياس ويزيد من إفراز الإنسولين، ومع تكرار الأمر بمرور الوقت قد يصبح الجسم أقل استجابة للإنسولين وهو ما يمثل عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.

كما أوضحوا أن الاستهلاك المتكرر لـ«المكرونة» المطهية بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى زيادة الدهون الثلاثية في الدم، وهذا بدوره يرفع من احتمالية الإصابة بانسداد الشرايين وأمراض القلب التاجية، ما يجعل طريقة الطهي عاملاً حاسمًا في تحديد مدى خطورة هذا الطبق على الصحة العامة.

المكرونة والفرق بين الطهي الجيد والطهي المفرط

الخبراء نصحوا بضرورة طهي «المكرونة» على طريقة «أل دينتي» أي أن تظل متماسكة قليلًا من الداخل ولا تُطهى بشكل مفرط، هذه الطريقة تجعل النشا يتحرر ببطء داخل الجسم مما يحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم ويقلل من الشعور بالجوع السريع بعد تناول الوجبة، وهو ما يساعد في التحكم بالوزن وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وبالمقابل فإن طهي المكرونة لفترة طويلة حتى تصبح شديدة الليونة يؤدي إلى فقدان هذه الفوائد وزيادة احتمالية تراكم الدهون وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، ما يبرز أهمية الوعي بطريقة الطهي الصحيحة للحفاظ على صحة القلب والجسم.

المكرونة وتأثير الإضافات عليها

لم يقتصر تحذير الخبراء على طريقة الطهي فقط، بل أكدوا أن الإضافات التي توضع على «المكرونة» تلعب دورًا مهمًا في تحديد قيمتها الغذائية، فالمكرونة المضاف إليها صلصات غنية بالدهون المشبعة أو كميات كبيرة من الجبن والزيوت الثقيلة تتحول إلى وجبة عالية السعرات والدهون، مما يزيد من مخاطر السمنة وأمراض القلب، بينما المكرونة المجهزة مع الخضروات وزيت الزيتون أو البروتينات الصحية مثل الدجاج المشوي أو السمك تمنح الجسم وجبة متوازنة وصحية.

البدائل الصحية للمكرونة التقليدية

أصبح من السهل اليوم الحصول على أنواع بديلة من «المكرونة» مصنوعة من الحبوب الكاملة أو البقوليات مثل العدس والحمص، هذه الأنواع تحتوي على ألياف أكثر وبروتينات أعلى وتتميز بمؤشر جلايسيمي أقل من المكرونة التقليدية، مما يجعلها خيارًا صحيًا يساعد على تقليل مخاطر أمراض القلب والسيطرة على مستويات السكر في الدم، وينصح الخبراء بتجربة هذه البدائل خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التمثيل الغذائي أو لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب.

المكرونة ونمط الحياة الصحي

تناول «المكرونة» باعتدال لا يمثل خطورة على الصحة إذا كان ضمن نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي، حيث يؤكد الخبراء أن الخطر لا يكمن في المكرونة بحد ذاتها، بل في طريقة طهيها وتكرار استهلاكها مع إضافات غير صحية، لذلك فإن ممارسي الرياضة والأشخاص الذين يحافظون على نشاط بدني منتظم يمكنهم الاستفادة من المكرونة كمصدر سريع للطاقة إذا تم تحضيرها بطريقة صحية وبكميات مناسبة.

نصائح الخبراء لتحضير المكرونة بشكل صحي

أوصى خبراء التغذية بمجموعة من النصائح البسيطة لتحويل المكرونة من طبق تقليدي إلى وجبة صحية، أولها طهيها على طريقة «أل دينتي» وعدم تركها على النار لفترة طويلة، ثانيها إضافة الخضروات الطازجة مثل البروكلي أو السبانخ لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن، ثالثها استبدال الصلصات الثقيلة بصلصات خفيفة تعتمد على الطماطم الطازجة وزيت الزيتون، رابعها الاعتدال في الكمية بحيث تكون جزءًا من الوجبة وليس الطبق الأساسي الوحيد.

«المكرونة» طبق عالمي لذيذ لا غنى عنه في الكثير من المطابخ، إلا أن طريقة طهيها هي ما يحدد تأثيرها على الصحة، فالطهي المفرط يجعلها سببًا في ارتفاع سكر الدم وزيادة خطر أمراض القلب، بينما الطهي الصحيح على طريقة أل دينتي مع إضافات صحية يجعلها وجبة متوازنة ونافعة، لذا فإن الوعي الغذائي والاعتدال هما المفتاح للاستمتاع بالمكرونة دون الإضرار بالصحة.

نقلاً عن : القارئ نيوز

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.