خبراء جزائريون لـ”الوئام”: برامج مرشحي انتخابات الرئاسة متشابهة

خبراء جزائريون لـ”الوئام”: برامج مرشحي انتخابات الرئاسة متشابهة

الوئام- خاص

خاض المرشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية في الجزائر آخر “معارك” الحملة الانتخابية، من أجل استمالة أكبر عدد من المصوّتين، تحسبا للاستحقاق المقرر له السبت المقبل.

واختتمت عند منتصف الثلاثاء، 3 سبتمبر، الحملة الانتخابية التي كانت انطلقت في 15 أغسطس الماضي، ليدخل الجميع مرحلة الصمت الانتخابي.

وبخلاف الأيام السابقة، فإن اليوم الأخير حمل بعض الانتقادات المباشرة والمبطّنة من المرشحين: يوسف أوشيش، السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في البلاد، وعبدالعالي شريف حساني، رئيس حركة مجتمع السلم المحسوبة على التيار الإخواني، فيما حافظ المرشح الحر عبدالمجيد تبون، الرئيس الحالي، والمدعوم من غالبية الأحزاب السياسية والمنظمات والفعاليات المجتمعية، على نفس النهج.

د. محمد سي بشير
د. محمد سي بشير

وفي السياق، يقول الدكتور محمد سي بشير، الأستاذ الجامعي والباحث الجزائري، إن برامج المرشحين الثلاثة حملت عناوين “فرصة”، “رؤية” و”الجزائر المنتصرة” على التوالي، لكل من أوشيش وحساني وتبون.

3 خلفيات مختلفة

ويضيف سي بشير، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن على مستوى المرجعية الأيديولوجية للمرشحين، فقد انطلق كل منهم من أسس مرجعية الموقف السياسي الذي تدافع عنه كل حركة أو حزب، إذ مثَّل أوشيش مرجعية أقدم حزب معارض في الجزائر، وهو جبهة القوى الاشتراكية، في حين مثّل حساني مرجعية الحركة الإسلامية التي ينتمي إليها، وهي حركة مجتمع السلم أو “حمس”، كما تسمّى، وبالنسبة إلى تبون، الرئيس الحالي، فإنه ترشّح دون مرجعية حزبية، إذ كان عنوان ترشحه “المرشح الحر”، وساندته أحزاب وطنية وقومية.

ويذكر الأستاذ الجامعي أن التنافس بين المرشحين الثلاثة ارتكز تقريبا على تحديات يعيشها الجزائريون، وهي اقتصادية واجتماعية وثقافية، إضافة إلى جملةٍ من القضايا ذات البعد الإقليمي والدولي التي تحدّث بشأنها المرشحون، واعتبروها تحديات يجب على الجزائر أن ترفعها، وعلى رأس تلك القضايا، القضية الفلسطينية ومجازر إسرائيل في فلسطين إلى جانب قضية الصحراء الغربية.

التحديات

يشير سي بشير إلى أن المرشحين الثلاثة لم يتوانوا عن إثارة تحديات الجزائر في جوارها الساحلي الصحراوي، وهو جوار ملتهب، ويجب التعاطي معه من أجل مصالح الجزائر.

تفاعل مع الانتخابات

ويختتم الباحث الجزائري حديثه مؤكدا أن الجزائريين بمختلف أطيافهم تفاعلوا مع هذه الانتخابات، وحضروا وشاركوا في الحملات الانتخابية للمترشحين الثلاثة، موضحا أن هذا التفاعل يؤكد اهتمام الجزائريين بقضاياهم الاقتصادية والسياسية بصفة خاصة، وهو ما سنراه من خلال المشاركة الفعلية في الاقتراع، يوم 7 سبتمبر الجاري.

وفي خطاب غلبت عليه الأرقام، استعرض الرئيس عبدالمجيد تبون، أمام الآلاف من مسانديه، الذين اكتظت بهم الصالة البيضوية في أعالي العاصمة الجزائرية، تعهداته للفترة الثانية، في حال كسب ثقة الناخبين السبت المقبل، والتي جاءت ضمن برنامج اختار له عنوان “من أجل جزائر منتصرة”.

العربي زواق
العربي زواق

المنافسة هادئة

ويرى العربي زواق، الصحفي والمحلل السياسي الجزائري، أن المنافسة عادية وهادئة وبسيطة جدا، وإذا نظرنا لها من ناحية محتوى الخطاب السياسي، ببعده الاقتصادي والاجتماعي، فقد ركّز المرشّحون الثلاثة على مشاكل الجزائريين بشكل عام، وهي مشاكل معروفة، وبالتالي فقد جاء الخطاب كأنّه لمرشّح واحد، باستثناء بعض الفروقات البسيطة التي لا تكاد تُذكر، وعلى سبيل المثال، البطالة مشكلة معروفة في الجزائر، فوعد المترشّحون بحل هذه المعضلة، مع تميّز المرشح تبون بأنه حدّد أرقام وأعداد المناصب والفرص التي سيوفّرها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مشكلة السكن ومشاكل الصناعة والفلاحة وقضايا المرأة والشباب.

لا اختلافات كبيرة

وينوّه زواق، في حديث خاص لـ”الوئام”، بأنه لا توجد اختلافات كبيرة بين المرشحين؛ لأنهم ركّزوا، كما سبق وقلت، على المشاكل العامة للمجتمع، وهي مشاكل تكاد تكون واحدة ومعروفة، وكنت أتمنّى شخصيا أن ينفرد أحدهم بطرح محاور كبرى لبناء دولة حديثة على أُسس متينة، مع الإشارة هنا إلى أن الدولة الجزائرية منهكة ومتهالكة، وفي حاجةٍ إلى إعادة بناء من جديد، وليس الحديث عن المشاكل اليومية للمواطنين، لأن هذه القضية، أي معضلات المشاكل اليومية لعامّة الشعب، مِن مهام الجهاز التنفيذي، وهو الحكومة، وليس من مهام رئيس الدولة الذي يفترض فيه وضع الخطوط العامة لإعادة تأهيل المؤسسات المترهلة، كما قلت.

الإقبال ضعيف

ويتابع المحلل السياسي الجزائري: “بالنسبة إلى تفاعل المواطنين مع الحدث، بصراحة لم يكن موجودا، والحملات الانتخابية لم يكن لها حضور سوى في نشرات الأخبار، وبالنسبة إلى الإقبال، أتوقّع شخصيا أن يكون ضعيفا، وكل المؤشّرات تؤكّد هذا المنحى”.

المنافسة محسومة

الصحفي والمحلل الجزائري ينهي حديثه قائلا: “أخيرا، أُودّ أن أقول كلمة عن حظوظ كل مترشّح، وهنا أكتفي بما قاله أحد مساندي المرشح عبدالمجيد تبون، وهو زعيم حركة البناء الوطني، عبدالقادر بن قرينة، الذي قال إن التنافس سيكون على الموقع الثاني والثالث، أما منصب الرئيس فهو محسوم لعبدالمجيد تبون”.

وأجمع المرشحون الثلاثة على استمالة الناخبين من أجل الخروج بقوة السبت المقبل، للتصويت في الانتخابات الرئاسية التي يبقى رهانها الكبير هو نسبة المشاركة بإجماع الملاحظين والمراقبين.

 

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *