خبراء الاقتصاد: الجنيه سيستعيد قوته أمام الدولار في هذا الموعد

خبراء الاقتصاد: الجنيه سيستعيد قوته أمام الدولار في هذا الموعد

توقع بنك الاستثمار العالمي “جولدمان ساكس” أن يشهد الجنيه المصري انتعاشًا مقابل الدولار مع تراجع الموجة الموسمية لخروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة من السوق المصرية.

أسباب تراجع الجنيه المصري

أوضح فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “جولدمان ساكس”، أن السبب الرئيسي وراء الانخفاض الحالي في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار هو زيادة المستحقات المرتبطة بأذون الخزانة قصيرة الأجل التي تم إصدارها في وقت سابق من العام الجاري.

وأشار إلى أن المستثمرين في أدوات الدين المصرية عادة ما يفضلون جني الأرباح بنهاية العام، مما يدفعهم إلى إغلاق مراكزهم المالية دون إعادة ضخ تدفقات جديدة، أي عدم إعادة شراء أذون خزانة جديدة بعد استحقاق تلك التي تم شراؤها مسبقًا، وقد ساهمت وزارة المالية المصرية في هذا الاتجاه بسبب مقاومتها السابقة لرفع العوائد في عطاءات أذون الخزانة.

توقعات بارتفاع الجنيه

توقع سوسة أن يتجه البنك المركزي المصري إلى خفض أسعار الفائدة خلال الربع الأول من عام 2025، ما قد يدفع وزارة المالية إلى إصدار أذون خزانة ذات آجال أطول، مثل سندات الخزانة طويلة الأجل، ويُرجح أن يؤدي ذلك إلى عودة المستثمرين الأجانب لسوق أدوات الدين المصرية، مما قد يسهم في تعزيز قيمة الجنيه مقابل الدولار.

كما أكد سوسة أن الجنيه مر بتخفيض كبير في مارس الماضي، وكان من المتوقع أن يعقب ذلك تصحيح يُعيد للجنيه جزءًا من خسائره، إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن.

مؤشرات سعر الصرف

سجل الدولار الأمريكي اليوم أعلى مستوياته مقابل الجنيه المصري، حيث بلغ سعر الشراء 50.83 جنيه وسعر البيع 50.92 جنيه في بعض البنوك، مما يعكس استمرار التراجع التدريجي للجنيه لمدة تجاوزت ستة أسابيع، ويُظهر ذلك التزام البنك المركزي المصري بسياسة مرونة سعر الصرف، وهو ما أكده رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حيث أشار في مؤتمر صحفي إلى احتمالية ارتفاع أو انخفاض الجنيه بنحو 5% خلال الفترة المقبلة.

جاذبية الاستثمار في أذون الخزانة المصرية

رزان ناصر، محللة الأصول السيادية في شركة “تي رو برايس”، أوضحت أن مشتريات المستثمرين من أذون وسندات الخزانة المصرية كانت قوية للغاية بعد تحرير سعر الصرف في مارس، وأكدت أن مع نهاية العام، من الطبيعي أن تحدث تصفية لبعض المراكز الاستثمارية، ما يزيد من الضغط على الجنيه ويرفع الطلب على الدولار.

وتوقعت ناصر أن يخفف الجنيه من وتيرة تراجعه مع بداية العام الجديد، تزامنًا مع عودة بعض المستثمرين الأجانب لشراء أدوات الدين المصرية، مشيرة إلى أن أصحاب الأموال الساخنة الذين يسعون وراء الاستفادة من الفائدة المرتفعة لا يزالون يعتبرون السوق المصرية فرصة استثمارية جذابة.

رأي المستثمرين الدوليين

وفقًا لاستطلاع رأي أجراه بنك “إتش إس بي سي”، تعتبر مصر “الأكثر شعبية” في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للمستثمرين الناشطين في أسواق الدين، حيث يرون أن لديها نظرة مستقبلية إيجابية.

رزان ناصر أشارت إلى أن أي ضغوط على الجنيه نتيجة لزيادة العجز الخارجي يمكن التعامل معها بسهولة، بفضل استمرار ارتفاع الاحتياطيات الدولية لدى البنك المركزي المصري منذ بداية العام.

تأثير سياسة مرونة سعر الصرف

يرى حسين خطاب، مدير محافظ الاستثمار في بنك “مورجان ستانلي”، أن التحركات الأخيرة للدولار تعكس مرونة سعر الصرف في السوق المصرية، وهو ما يعزز ثقة المستثمرين على المدى الطويل، وأكد أن الإصلاحات المدعومة من صندوق النقد الدولي، التي تشمل سياسة مرونة سعر الصرف، تُعد خطوة أساسية لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق الاستقرار المالي.

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.