حين يُهينك ابنك المراهق أمام الآخرين.. كيف ترد بحكمة دون أن تخسره؟

حين يُهينك ابنك المراهق أمام الآخرين.. كيف ترد بحكمة دون أن تخسره؟

في واحدة من القضايا النفسية والتربوية الحساسة التي تؤرق كثيرًا من الأسر، علّقت الدكتورة نجلاء نادر، استشاري الصحة النفسية، على ظاهرة إهانة الأبناء المراهقين لآبائهم أمام الآخرين، مؤكدة أن هذه التصرفات لا تعكس كرهًا حقيقيًا، بل غالبًا ما تكون تعبيرًا عن صراعات داخلية أو خلل في التواصل الأسري.

ليس كرهًا.. بل صراع داخلي يحتاج إلى فهم

صرّحت نجلاء نادر أن “المراهق في هذه المرحلة من حياته يسعى لإثبات ذاته واستقلاليته، وقد يتصور أن التحدي أو التقليل من شأن والديه يمنحه نوعًا من القوة أو النضج المزيف”.

وأضافت: “كثيرًا ما تكون جذور هذا السلوك ناتجة عن ممارسات تربوية سابقة، مثل القسوة أو التوبيخ أمام الآخرين، وهو ما يجعل المراهق يرد بالمثل حين يكبر.”

الدكتورة نجلاء نادر

تدليل زائد أم غياب للحوار؟

وأوضحت نادر أن الإفراط في التدليل قد يكون سببًا آخر خلف هذا التمرد، حيث يؤدي إلى غياب واضح للحدود، مما يجعل المراهق يتجاوزها دون وعي بعواقب أفعاله.

كما حذّرت من غياب لغة الحوار داخل الأسرة، مؤكدة أن “عدم وجود مساحة آمنة للتعبير يجعل المراهق يلجأ للأساليب الجارحة بدلًا من الحديث المباشر”.

تأثير البيئة الخارجية لا يُستهان به

لفتت الاستشارية النفسية إلى أن البيئة المحيطة، بما فيها الأصدقاء أو نماذج التمرد في وسائل الإعلام، قد تشجع على السلوكيات العدائية تجاه الوالدين.

وقالت: “المراهق يتأثر كثيرًا بمن حوله، وإذا لم يجد نموذجًا إيجابيًا للحوار داخل البيت، سيتبنى أساليب الآخرين حتى وإن كانت مؤذية.”

تعبيرية عن التعامل مع الإبن المراهق

رد الفعل المناسب.. بين الحزم والهدوء

شددت نجلاء نادر على ضرورة ضبط انفعالات الأهل عند حدوث الإهانة، قائلة: “من المهم أن يتمالك الوالد أو الأم أعصابهما في اللحظة، ويكتفي برد مختصر وحازم، أو حتى الصمت المؤقت، دون الانجرار إلى رد فعل عنيف أمام الناس.”

وأضافت: “المواجهة يجب أن تُؤجل إلى وقت مناسب، على انفراد، وبأسلوب هادئ يحترم مشاعر المراهق ويسعى لفهم دوافعه.”

وضع الحدود وبناء الثقة

وأكدت نادر أن احترام الأهل لا يعني التهاون مع الخطأ، بل يجب وضع حدود واضحة وصريحة: “على المراهق أن يفهم أن هناك خطوطًا حمراء في العلاقة مع والديه، لا يمكن تجاوزها مهما كانت الظروف.”

وتابعت: “في الوقت نفسه، لا بد أن يشعر المراهق أن حب والديه ودعمهم له غير مشروط، وأن الحزم لا يلغي الحنان.”

مراجعة الذات والاستعانة بالمتخصصين

واختتمت نجلاء نادر تصريحاتها بالتأكيد على أهمية أن يراجع الأهل أساليبهم التربوية: “قد تكون بعض التصرفات ناتجة عن أخطاء غير مقصودة من الوالدين في مراحل سابقة. لذا، من المهم التوقف عن التوبيخ العلني أو النقد الجارح.”

وأوصت: “إذا استمرت الإهانات وأصبحت العلاقة متوترة، فلا مانع من اللجوء إلى مختص نفسي أو تربوي للمساعدة في إصلاح العلاقة وتقوية جسور الثقة.”


نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.