حتى الطعام منعه كومان.. نجم الاتحاد ليس الضحية الأولى

حتى الطعام منعه كومان.. نجم الاتحاد ليس الضحية الأولى

يدخل المهاجم السنغالي عمر نياسي إلى مقر نادي إيفرتون، صبيحة أحد أيام صيفية 2016، لمواصلة برنامج الإعداد قبل الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. يومٌ اعتيادي، لا ينتظر فيه اللاعب أكثر من التدرٌّب مع زملائه، وتحسين لياقته، والاستماع إلى توجيهات الجهاز الفني، قبل العودة بالسيارة إلى المنزل وتناول العشاء والنوم، استعدادًا ليوم مماثل.
لكن بعد دخوله إلى المقر، تلقّى السنغالي ما أثار استغرابه. طلب منه إداريّ التوجه بمفرده إلى مكتب المدرب في أمر هام. استجاب للطلب، وصُعِق بما سمعه هناك.
ولا يعدّ الهولندي ستيفن بيرجوين، جناح فريق الاتحاد، الضحية الأولى للتعامل الصارم المغلّف بالقسوة من مواطنه رونالد كومان، فقد سبقه مهاجم إيفرتون بتجربة مروّعة تحدث عنها للصحافة.
في يوم وليلة، وبمجرد اتخاذ بيرجوين قرار الانضمام إلى الاتحاد، أخرج كومان جناحه من دائرة اللاعبين الدوليين، وأعلن أمام الصحافيين توقّفه عن استدعائه، في رد فعلٍ، وصفه اللاعب بـ «الجارح»، على خطوة تفضيل دوري «روشن» السعودي بدلًا من البقاء في أوروبا.
وفي يوم وليلة أيضًا، تحوّل نياسي من مهاجم في فريق إيفرتون الأول إلى لاعبٍ مع فريق تحت 23 عامًا.
لعِب السنغالي 45 دقيقة من مباراةٍ تجريبيةٍ، قبل 48 ساعة على استدعائه لمكتب المدرب، وكان يعتقد أن مستواه ليس سيئًا للغاية.
لكن كومان، نجم الكرة العالمية السابق، كان له رأي آخر، وقال له داخل المكتب لن تلعب معي مُجدّدًا.. عليك الرحيل.. وحتى ذلك الحين لن تتدرب مع الفريق الأول. لم يسأل اللاعب عن الأسباب وردّ باقتضاب قائلًا حسنًا شكرًا لك.
حدث ذلك بعد نحو 5 أشهر فقط من تحقيق نياسي حلمه بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. جلَبه إيفرتون من لوكوموتيف موسكو الروسي، مانحًا إياه ما عدّها فرصة ذهبية لإثبات قدراته على ساحة أكثر الدوريات شعبيةً على مستوى العالم. أشركه المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز سبع مراتٍ فقط، ورحل تاركًا القيادة لكومان، الذي وصل قبل انطلاق الموسم التحضيري.
وبعد نصف مباراة فقط، اتخذ الهولندي قراره الذي قال اللاعبُ عنه لصحيفة «ذا جارديان» البريطانية: «أعتقد أنني لم أكن أستحق هذا.. لم أطلب منه توضيح أسبابه.. لكن بعد 45 دقيقة فقط لا يمكنك أن تقول لي أنت لست لاعبًا جيدًا».
بعد نهاية الاجتماع القصير مع المدرب، تغيّرت المعاملة تمامًا. لاحظ المهاجم أنه لا يُدعَى إلى تناوُل الطعام مع الفريق الأول، بدأ يتدرّب، بقرارٍ من الجهاز الفني، مع فريق تحت 23 عامًا، لكن النادي لم يخصص له حتى خزانةً داخل غرفة الملابس اللاعبين الشبّان تحفظ أغراضه.
ونقلت «ذا جارديان» عنه قوله: «اللاعبون الآخرون في فريق تحت 23 عامًا كانت لديهم أماكن يضعون فيها أغراضهم وأنا ليس لي مكان.. أصل بحقيبتي.. أضعها في أي مكان خارج الخزانات.. أتدرب وبعد التدريب أغادر.. لقد غيّر كومان كل شيء.. أخذ رقم قميصي وأخبرني بأنه ليس مسموحًا لي الوجود في غرفة ملابس الفريق الأول».
تصرّف كومان حفّز تساؤلات وسائل الإعلام، فردّ عليها خلال مؤتمر صحافيّ: «لو أراد لعِب كرة القدم فعليه الرحيل عن إيفرتون».
رفض السنغالي المغادرة، لرغبته العارمة في البقاء على صعيد «البريميرليج»، ورفَض عروضًا ألمانية وإسبانية وتركية وبرتغالية. وفي الشتاء، خرج معارًا إلى هال سيتي الإنجليزي، وعاد إلى ناديه بعد نهاية الموسم، لكن حظر كومان له بقِيَ ثابتًا، ولم يغيّره إلا سوء أحوال الفريق في الجولات الأولى من موسم 2017- 2018. اضطر المدرب، تحت ضغط سوء النتائج وقلّة عدد المهاجمين، إلى منح اللاعب المغضوب عليه فرصة أخرى، وكافأه الأخير، بعد دخوله بديلًا ضمن الجولة الخامسة من الدوري، بإحراز هدفين ضد بورنموث حوّلا تأخُّرًا إلى انتصار.
وقتها، قال كومان لصحافيين حاصروه معتقدين أنه أحسّ بالحرج بعد الهدفين: «هذه هي الحياة.. عندما تأتي إليك الفرصة عليك أن تستغلها.. وقد نجح عمر في ذلك».
انحنى الهولندي أمام عاصفة النتائج وتراجع عن قراره الصارم، ورحل بعدها بوقت قصير عن إيفرتون، مُقالًا بسبب هزيمة ثقيلة، فيما بقِيَ نياسي ضمن الفريق عامًا آخر وبضعة أشهر، ثم رحل وتوارى تدريجيًا عن الأنظار مُتنقّلًا بين فرقٍ من الدرجات الإنجليزية الأدنى. وكي يعود إلى تمثيل «الطواحين البرتقالية»، قد ينتظر بيرجوين تغيير الجهاز الفني أو تقديم المدرب، مُرغَمًا، تنازلًا شبيهًا بما اضطر إليه مع المهاجم السنغالي.

المصدر: صحيفة الرياضية السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *