توترات الشرق الأوسط تهدد أسهم دبي بعد صعودها لأعلى مستوى في 10 سنوات

توترات الشرق الأوسط تهدد أسهم دبي بعد صعودها لأعلى مستوى في 10 سنوات

يبدو أن الارتفاع الذي دفع سوق الأسهم في دبي لتصبح بين صفوة الأسهم عالمياً من حيث الأداء على وشك التراجع، حيث تتزايد المخاطر الجيوسياسية، وتشح الصفقات الذهبية.

ارتفع مؤشر سوق دبي المالي العام بنسبة 12% خلال الربع الحالي بالغاً أعلى مستوى منذ عام 2014. وتعد مكاسبه بين العشرة الكبار على قائمة تضم أكثر من 90 مؤشراً للأسهم على مستوى العالم تتبعها “بلومبرغ”.

صعود مؤشر سوق دبي المالي

صعد المؤشر بفضل الأسهم المرتبطة بقوة اقتصاد دبي ونمو عدد السكان، وقاد الارتفاع مؤسسات مثل بنك الإمارات دبي الوطني، وشركة “سالك” المشغلة لبوابات التعرفة المرورية في دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا).

كما ساعدت أخبار أرباح الشركات الإيجابية وانخفاض التأثر بالتغيرات في أسعار النفط مقارنة بنظيراتها في منطقة الخليج، في ارتفاع أسهم مؤشر دبي. وتستفيد سوق الأسهم في الإمارة من السياحة والطلب على العقارات أكثر من جيرانها مثل أبوظبي والرياض. ولكن بعد الارتفاع القوي في أسعار الأسهم، قد يصبح المستثمرون حذرين بشأن ما إذا كان هناك مجال لمزيد من الارتفاع في قيم الأسهم. 

مخاوف من الأحداث الجيوسياسية

قال حسنين مالك، محلل أسهم الأسواق الناشئة لدى شركة “تيليمر” في دبي: “عوامل ارتفاع أسعار العقارات وتدفق السياح، فضلاً عن المسافة الجغرافية عن مناطق النزاع في المنطقة، دفعت أسهم دبي إلى الارتفاع”. مع ذلك، قد تصبح أسهم دبي الآن “أكثر تأثراً بأي أحداث سلبية مقارنة بالأخبار الإيجابية”. 

وأشار مالك إلى أنه على الرغم من أن الوضع الاقتصادي العام في الأسواق لا يزال قوياً، إلا أن ” الاستثمارات في الأسهم لم تعد جذابة بشكل واضح”، نظراً أن تقييمات أسعار الأسهم الحالية أصبحت أعلى من السابق. 

المحللون في” اتش اس بي سي هولدنغز” من بين الخبراء الذين ينصحون بتوخي مزيد من الحذر تجاه أسهم المنطقة. وأوصى جون لوماكس وفريقه بتقليص المراكز الاستثمارية الزائدة في أسهم السعودية والإمارات إلى وضع محايد. 

كتب المحللون في مذكرة بحثية: “التركيز ينصب على الوضع الهيكلي للاقتصاد، لكن مزيجاً من المخاطر الجيوسياسية المتزايدة وانخفاض أسعار النفط يخلق صعوبات في الأمد القريب”.

انتعاش أسواق الأسهم الخليجية

لا تعد دبي السوق الوحيدة المزدهرة في المنطقة، فالأسواق المجاورة سجلت هي الأخرى ارتفاعاً بشكل عام خلال الأشهر الثلاثة الماضية، على الرغم من تصاعد المخاوف بشأن اتساع الصراع في الشرق الأوسط.

وارتفع سوق أبوظبي المالي بنسبة 5%، وهو أفضل أداء فصلي منذ مارس 2022. وبالمقارنة، صعد مؤشر “تداول” العام لكل الأسهم في السعودية بحوالي 6%، محققاً أفضل أداء ربع سنوي له هذا العام حتى الآن. وتفوقت دبي على الأسواق الخليجية النظيرة لها منذ بداية يوليو الماضي.

لا يرى ديفيا أرورا، رئيس إدارة المحافظ في شركة “ضمان للاستثمار” بدبي، أن التقييمات مبالغ فيها حتى الآن. حيث صرح قائلاً: “مع انخفاض عوائد السندات، تستمر بعض الأسماء الكبرى في دبي بتقديم عوائد جذابة تزيد عن 5% مع اقتراب عام 2025”.

ويتداول المؤشر حالياً بمكرر ربحية 8.6 ضعف الأرباح المتوقعة، بعد أن تعافى من أدنى مستوياته الذي بلغه في عام 2020، لكنه لا يزال أقل من متوسط 9.2 ضعف الذي حصله خلال العقد الماضي.

ويرى أرورا أن هناك مجال أكبر للصعود في أسهم شركات مثل “سالك”، و”تاكسي دبي”، و”تيكوم غروب” (Tecom Group)، و”إعمار العقارية”، و”إعمار للتطوير”، و”شركة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي”.

المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *