ثاؤبستي , في مثل هذا اليوم 20 من الشهر المبارك توت ، تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ذكرى نياحة القديسة المطوبة ، التي تُعد واحدة من أبرز الشخصيات الروحية في تاريخ الكنيسة .
حياة القديسة ثاؤبستي
عاشت القديسة حياة مفعمة بالتحديات والروحانية . تزوجت ورزقت بطفل واحد ، لكن سرعان ما فقدت زوجها في سن مبكرة. هذا الفقدان ألهمها اتخاذ قرارها بالترهب .
بدأت رحلة التقشف والعبادة ، ملتزمة بالصوم والصلاة ، بالإضافة إلى ممارسة المطانيات ليلاً ونهارًا. لقد سعت إلى تحسين روحانيتها والابتعاد عن مشاغل الحياة .
استشارة الأب الأنبا مقاريوس
بعد فترة من الزمن ، قررت القديسة زيارة الأب القديس الأنبا مقاريوس، أسقف نقيوس. سجدت أمامه وتباركت منه، حيث طلبت أن يُصلي عليها ويلبسها إسكيم الرهبنة .
استجاب الأب الأسقف لطلبها، لكنه نصحها أن تمتحن نفسها لمدة عام كامل. عادت إلى منزلها وعزلت نفسها في غرفة صغيرة، تاركةً ابنها البالغ من العمر اثنتي عشر سنة للاهتمام بها. كانت تكرّس كل وقتها للعبادة والنسك، متحديةً ظروف الحياة.
مع مرور العام، نسي الأب الأسقف وعده للقديسة، لكنه رأى في المنام رؤيا لها، حيث كانت مضيئة وتحدثت إليه قائلة: “كيف نسيتني، وأنا سأرحل الليلة.” استيقظ الأب الأسقف وصلى من أجلها، وألبسها الإسكيم الرهباني .
وعندما لم يجد قلنسوة مناسبة، خلع قلنسوته ووضعها على رأسها، ثم زودها بصليب فضي منحته له.
عندما استيقظ، كان الصليب في يده. في الصباح، زار الأب الأسقف بيت القديسة، حيث استقبله ابنها باكياً، مؤكداً أنه شهد وداع والدته له قبل وفاتها. وعندما دخل الأسقف إلى الغرفة، وجدها قد أسلمت الروح، متشحة بالإسكيم الذي منحها إياه في الرؤية.
معجزات القديسة ثاؤبستي وتأثيرها
بعد نياحة القديسة، انتشرت المعجزات المرتبطة بها. جاء رجل وثني مقعد معذب إلى الكنيسة بعد أن سمع بترتيل الكهنة، وأراد الاقتراب من جسدها .
بمجرد لمسه للجسد، شُفي فوراً من آلامه. هذه المعجزات جذبت العديد من الناس إلى الإيمان بالسيد المسيح، بما في ذلك الوالي الذي آمن وطلب أن يُحمل جسد القديسة إلى مكان دفن كريم .