ففي حين كان ماسك داعمًا سابقًا للحزب الديمقراطي، بما في ذلك تبرعاته الكبيرة لصالح باراك أوباما وهيلاري كلينتون، فإن دعمه الحالي لترمب يأتي بعد سلسلة من الأسباب الاقتصادية والسياسية التي قد تضمن له مصالح ضخمة.
أحد أبرز دوافع ماسك هي الحصول على مزيد من التسهيلات الضريبية لشركاته، لا سيما في ضوء القوانين الضريبية الحالية التي يراها ثقيلة على الشركات والمليارديرات.
ترمب، من جانبه، وعد بتخفيضات ضريبية كبيرة، بما في ذلك اقتراحه تعيين ماسك وزيرًا لخفض التكاليف، وهو المنصب الذي قد يتيح له استفادة من إعفاءات ضريبية ضخمة، بما في ذلك تجنب الضرائب على مكاسب رأس المال التي قد تترتب على الأصول الشخصية.
علاوة على ذلك، فإن ماسك يرى في ترمب شخصًا يتفهم أهمية تقليل القيود التنظيمية، وهي قضية حاسمة بالنسبة لشركة “سبيس إكس” التي تواجه العديد من العراقيل التنظيمية في مشاريعها الفضائية.
كما عبر ماسك في عدة مناسبات عن قلقه من “الإفراط في التنظيم” الذي قد يعرقل تقدم أمريكا نحو الحضارة متعددة الكواكب، وهو حلم يلاحقه ماسك من خلال مشاريع “سبيس إكس”.
وكان ماسك كان يواجه صعوبة مع السياسات الديمقراطية مثل قوانين مكافحة الاحتكار وضريبة المليارديرات، وهو ما دفعه للتقارب مع الجمهوريين.
كما أن تدخل الهيئات التنظيمية في أعماله أغضب ماسك، حيث رأى أن البيروقراطية الحكومية تعرقل ابتكار شركاته، خاصة “تسلا” و”سبيس إكس”.
دعم ترمب يمكن أن يسهم في تخفيف هذه القيود، حيث يعتقد ماسك أن ترمب قد يسهل له تحقيق أهدافه في استكشاف الفضاء وتطوير التكنولوجيا بعيدًا عن تدخل الدولة.
كما أن تحول ماسك نحو اليمين كان مرتبطًا بتجارب شخصية، مثل الأزمة التي نشأت بسبب إغلاق مصنع “تسلا” في كاليفورنيا خلال الوباء، مما دفعه للتحدي والتمرد ضد القيود الحكومية.
كما أثرت قضايا ثقافية مثل قضية ابنه المتحول جنسيًا على قناعاته، حيث اعتبر أن الأفكار اليسارية ساهمت في تدمير حياته الأسرية، مما جعله يرى في ترمب بديلاً لحمايته من هذه الأفكار.
دمج ماسك بين دوافع اقتصادية وشخصية، مما جعله يراهن على دعم ترمب لتحقيق أهدافه المهنية والتصدي للمواقف التي يراها تهديدًا لهويته الشخصية.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية