انتشرت في سوق العقارات الأميركية ظاهرة جديدة تتمثل في الاستخدام الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي لتجميل وتعديل صور المنازل المعروضة على الإنترنت. هذا التجميل الرقمي يحوّل العقارات المتداعية والمتهالكة إلى منازل تبدو مثالية، حيث تُضاف الجدران، وتُلمّع الأرضيات، وتُزرع الأشجار في الساحات، كما لو كانت بحالة أفضل بكثير مما هي عليه في الواقع.
وتمتلئ مواقع عقارات كبرى مثل Zillow وRealtor.com بصور معدلة رقمياً لجعل العقارات أكثر جاذبية للمشترين والمستأجرين.
تطور التلاعب: من الصور إلى جولات الفيديو
لم يقتصر التلاعب على الصور الثابتة؛ حيث بدأت شركات ناشئة، مثل AutoReel، في تطوير أنظمة متقدمة تحوّل الصور الثابتة للعقارات إلى مقاطع فيديو قصيرة تبدو كأنها جولات حقيقية داخل المنازل. هذا التطور يجعل من الصعب على المشاهدين التمييز بين الواقع والمحاكاة الرقمية.
ويعود الإقبال المتزايد على هذه التقنيات، التي يقر العاملون في المجال باستخدامها، إلى رغبة الملّاك في تقليل التكاليف، إذ تتيح لهم توفير ما بين 500 وألف دولار في كل مشروع عبر الاستغناء عن المصورين المحترفين ومصممي الفيديوهات التقليديين.
مخاوف قانونية تهدد بإبطال العقود
حذر قانونيون من أن هذه الممارسات تشكل خطراً كبيراً، خصوصاً إذا تم شراء العقار دون معاينته على أرض الواقع:
إبطال العقود: أشار الخبراء إلى أن العقود التي تُبرم بناءً على صور مزيفة يمكن اعتبارها غير ملزمة قانونياً إذا تمكن المشتري من إثبات أنه وقّع بناءً على بيانات مضللة تم توليدها عبر الذكاء الاصطناعي.
مسؤولية المنصات: طالب الخبراء بضرورة تحميل المسؤولية على المنصات العقارية نفسها، التي تتيح نشر مثل هذه الصور دون رقابة، مؤكدين أن الواجب الأخلاقي والقانوني يقع على عاتق هذه الشركات لتنظيم محتواها ومنع انتشار الإعلانات المضللة.
يواجه سوق العقارات الآن تحدياً يتمثل في تحقيق التوازن بين الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي التسويقية وبين الحفاظ على مبدأ الشفافية والثقة مع المستهلكين.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات