فيلم “تاتامي”، الذي سيبدأ عرضه في صالات السينما الفرنسية الأربعاء المقبل، هو نتاج تعاون غير عادي بين المخرجة الإيرانية زهراء أمير إبراهيمي والمخرج الإسرائيلي غاي ناتيف.
يُعد هذا العمل السينمائي غير مسبوق بسبب التحديات الجمة التي واجهها كل من صانعيه، بما في ذلك التصوير السري والتعاون بين فنانين من خلفيات ثقافية وسياسية مختلفة.
زهراء أمير إبراهيمي، المولودة في طهران، قد تكون معروفة في عالم السينما لدورها في تقديم أعمال تتناول قضايا اجتماعية حساسة. بعد فرارها من إيران في عام 2008، بسبب تهديدات بالملاحقة القضائية بعد تسريب فيديو خاص لها، اختارت أمير إبراهيمي الاستقرار في فرنسا.
هناك، تابعت مسيرتها الفنية ، حيث حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي عام 2022 عن دورها في فيلم “عنكبوت مقدس”، الذي يتناول قضية قاتل متسلسل في إيران. هذه التجربة أكسبتها نظرة حول القضايا الإجتماعية التي تعكسها في أعمالها، بما في ذلك فيلم “تاتامي”، الذي يعكس تجربة شخصيات تواجه ضغوطاً خارجية تتجاوز قدراتهم الفردية.
أما المخرج الإسرائيلي غاي ناتيف، فهو معروف بأعماله التي تستكشف التوترات السياسية والاجتماعية، وأخرج فيلم “Golda” حول رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مئير، كان أيضاً جزءاً من مشروع “تاتامي”.
ناتيف، الذي قدم فيلمه السابق “سكين” في مهرجان برلين السينمائي، عاش جزءاً من حياته في ظل التوترات السياسية التي أثرت على الإبداع السينمائي، فجاء عمله في “تاتامي” بعد سنوات من التعامل مع مواضيع صعبة في أفلامه، مما جعله شريكاً في مشروع يتطلب التعاون بين سينمائيين من خلفيات متباينة.
تم تصوير فيلم “تاتامي” في جورجيا، حيث اختار المخرجان العمل تحت طابع من السرية لتجنب أي تدخلات قد تؤثر على سير المشروع، وعاش المخرجان في فندقين منفصلين وتحدثا الإنجليزية لضمان عدم الكشف عن طبيعة الفيلم وأهدافه.
هذا النهج يبرز درجة السرية التي اتبعها كل من زهراء أمير إبراهيمي وجاي ناتيف، مما يجعل من “تاتامي” تجربة فريدة من نوعها في صناعة السينما.
وقد صرحت أمير إبراهيمي في مقابلاتها بأن التصوير في سرية كان ضرورياً لتجنب أي ردود فعل سلبية قد تؤثر على سير العمل.
تدور أحداث الفيلم حول لاعبة جودو إيرانية تُدعى ليلى ومدربتها مريم، اللتين تواجهان قراراً صعباً خلال بطولة العالم في جورجيا.
الفيلم يعكس الصراع الذي تواجهه الشخصيات عندما يُطلب منها الانسحاب من البطولة لتفادي مواجهة لاعبة إسرائيلية، فيبرز من خلاله التحديات الشخصية التي يمر بها الأفراد عندما يتصادمون مع ضغوطات خارجية، مما يجعل الفيلم مرآة لمواقف سياسية واجتماعية أكثر تعقيداً.
“تاتامي” يمثل عملاً غير مسبوق في عالم السينما، ليس فقط بسبب التعاون بين صانعي أفلام من بلدين متنازعين، بل أيضاً بسبب الطريقة التي تم بها تنفيذ هذا المشروع، التي أظهرت قدرة الفن على تجاوز الحدود والتحديات التقليدية.
بداية عرض الفيلم في فرنسا يقدم فرصة للجمهور العالمي لاكتشاف هذا العمل الذي يعكس قدرة صناع السينما على العمل في ظروف غير عادية. مع بداية عرضه في دول أوروبية عدة، يُتوقع أن يثير “تاتامي” ردود أفعال واسعة، مما يعزز من فرص التعاون المستقبلي بين فنانين من خلفيات متنوعة في مجالات متعددة مثل الموسيقى والسينما.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية