
خيم الحزن على الوسط الإعلامي والفني اللبناني صباح اليوم الخميس، مع إعلان وفاة الإعلامية والممثلة اللبنانية يمنى شري عن عمر ناهز 55 عامًا، بعد معركة قاسية مع مرض سرطان الرئة، لتطوي بذلك صفحة حافلة امتدت لعقود في مجالي الإعلام والدراما.
ورحلت شري في العاصمة البريطانية لندن، حيث كانت تتلقى علاجها الطبي منذ أشهر، في محاولة لمواجهة الورم الخبيث الذي تسبب في تدهور حالتها الصحية بشكل متسارع، وحتى اللحظة لم يتم الكشف عن تفاصيل موعد الجنازة أو مراسم العزاء، تاركةً جمهورها وزملاءها في حالة من الصدمة والذهول.
بدايات إعلامية وصوت مؤثر
ولدت يمنى شري في لبنان، وتخرجت من كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية، وهو التكوين الأكاديمي الذي أسّس لانطلاقتها القوية في عالم الصحافة والإعلام،و بدأت مشوارها المهني من خلال إذاعة “صوت الشعب”، قبل أن تنتقل إلى شاشة “تلفزيون المستقبل”، ومنها إلى قناة “الجديد”، حيث لمع اسمها كإحدى أبرز المذيعات في فترة ازدهار الفضائيات اللبنانية.
وقدمت شري على مدار مسيرتها عددًا من البرامج المنوعة التي جمعت بين الطابع الفني والترفيهي والثقافي، إضافة إلى برامج الألعاب والمهرجانات، ما ساعدها في تكوين قاعدة جماهيرية واسعة داخل لبنان وخارجه. وتميزت أسلوبها بالبساطة والعفوية، وهو ما جعلها قريبة من المشاهدين ومحببة إلى قلوبهم.
انتقال إلى عالم التمثيل
لم يقتصر نشاط شري على العمل الإعلامي فقط، بل خاضت تجربة التمثيل في السنوات الأخيرة. فقدمت أدوارًا لافتة في مجموعة من المسلسلات اللبنانية، من بينها مسلسل “الباشا” بدور “أسيل”، و”هند خانم” حيث جسدت شخصية “شيرين”، فضلًا عن مشاركتها في مسلسل “حياة سكول” بدور “كندة”،و هذه التجارب أضافت إلى رصيدها الفني بعدًا جديدًا، وأظهرت قدرتها على التنقل بين عوالم الشاشة الصغيرة الإعلامية والدرامية باقتدار.
معركة صعبة مع سرطان الرئة
خلال العامين الماضيين، بدأت صحة شري في التدهور تدريجيًا بعدما تم تشخيص إصابتها بمرض سرطان الرئة، وهو أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا وخطورة على مستوى العالم، ورغم محاولاتها إخفاء تفاصيل مرضها عن الإعلام، إلا أن علامات الوهن ظهرت عليها بشكل واضح في الفترة الأخيرة، حيث عانت من أعراض مثل ضيق التنفس والسعال المستمر.
ورغم تلقيها العلاج في الخارج، فإن المرض تمكن منها سريعًا، لينهي حياتها في صمت، تاركًا وراءه درسًا مؤلمًا حول خطورة هذا المرض وأهمية التشخيص المبكر.
صدمة في الوسط الفني والإعلامي
فور إعلان خبر وفاتها، سارعت نقابة الفنانين في لبنان إلى نعيها، مؤكدة أن الساحة الإعلامية والفنية فقدت وجهًا بارزًا وصوتًا مميزًا، كما امتلأت صفحات الفنانين والإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن والدعاء، حيث وصفها البعض بأنها “إعلامية لا تُنسى”، فيما قال آخرون إنها “صوت لن يتكرر”.
سرطان الرئة.. القاتل الصامت
وتعيد وفاة شري تسليط الضوء على مرض سرطان الرئة باعتباره أحد أكثر التحديات الصحية عالميًا، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذا النوع من السرطان يتسبب في مئات الآلاف من الوفيات سنويًا، وأن التدخين – سواء السجائر التقليدية أو الإلكترونية – يعد العامل الأول وراء انتشاره، إلى جانب بعض العوامل البيئية والتعرض للتلوث.
ويُصنَّف المرض إلى نوعين رئيسيين: سرطان الخلايا غير الصغيرة (NSCLC) وهو الأكثر شيوعًا وينمو بوتيرة أبطأ، وسرطان الخلايا الصغيرة (SCLC) الأقل انتشارًا لكنه أشد عدوانية وسرعة في الانتشار.
إرث إنساني ومهني باقٍ
برحيل يمنى شري، يخسر المشهد الإعلامي اللبناني واحدة من الشخصيات التي تركت أثرًا واضحًا في قلوب الجمهور، فقد جمعت بين الموهبة الإعلامية والخبرة الأكاديمية وروح التمثيل، لتقدم نموذجًا للمرأة اللبنانية الناجحة التي استطاعت أن تشق طريقها بثبات في مجالات متعددة.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري
تعليقات