بعد أزمة صلاح.. هل تنهي تكنولوجيا المعلومات هيمنة المدرب على تقييم أداء اللاعبين؟

بعد أزمة صلاح.. هل تنهي تكنولوجيا المعلومات هيمنة المدرب على تقييم أداء اللاعبين؟

أعاد الجدل الدائر مؤخرًا حول تراجع مستوى النجم المصري محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول، واستبعاده المتكرر من التشكيل الأساسي للريدز، فتح النقاش حول مدى عدالة تقييم أداء اللاعبين داخل الأندية الكبرى، خاصة مع اعتماد بعض الأجهزة الفنية على الانطباعات الشخصية بدل التحليل الرقمي، وهو ما يطرح سؤالاً جوهريًا: هل يمكن لتكنولوجيا المعلومات أن تنهي هيمنة المدرب على قرارات التقييم والاستبعاد، وتُحول الأداء إلى عملية علمية دقيقة لا تخضع للأهواء؟

وكشف اللواء عمرو الشرقاوي، خبير أمن المعلومات ومباحث الإنترنت، كيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات في تقييم أداء اللاعبين، ومساعدتها في إحداث ثورة رقمية، قد تغير شكل الرياضة.

وقال الشرقاوي في تصريحات خاصة لـ الجمهور: “أصبحت تكنولوجيا المعلومات حجر الأساس في التطور الهائل الذي شهدته الرياضة خلال العقدين الأخيرين، ومع تطور الأجهزة الذكية، وبرمجيات التحليل، ومنظومات التصوير عالية الدقة، لم يعد تقييم أداء اللاعبين مقتصرًا على ملاحظات المدرب أو لقطات الفيديو التقليدية، بل أصبح عملية علمية دقيقة تعتمد على البيانات والتحليل الرقمي، اليوم، باتت الأندية المحترفة تعتمد على بيانات لحظية وتقارير تفصيلية تساعد في تطوير الأداء، حماية اللاعبين من الإصابات، وصنع قرارات فنية أكثر دقة وموضوعية.

ما المقصود باستخدام تكنولوجيا المعلومات في تقييم أداء اللاعبين؟

وأضاف الشرقاوي: “المقصود باستخدام تكنولوجيا المعلومات في تقييم أداء اللاعبين؟، هو دمج الأدوات الرقمية — مثل أنظمة التتبع، قواعد البيانات، البرامج المتخصصة، الذكاء الاصطناعي، والتحليلات الإحصائية — من أجل جمع وتحليل وتفسير بيانات أداء اللاعبين أثناء المباريات والتدريبات، وتتيح هذه التكنولوجيا تقييمًا شاملًا لكل جانب من جوانب أداء اللاعب: الفني، البدني، الذهني، والتكتيكي.

كما كشف اللواء الشرقاوي عن أهم أدوات تكنولوجيا المعلومات المستخدمة في التقييم، والتي جاءت كالتالي:

أنظمة التتبع (Tracking Systems)

تشمل أجهزة GPS المثبّتة على قمصان اللاعبين، شارات ذكية لقياس النبض والحمل البدني، وكاميرات متقدمة لتتبع التحركات بدقة عالية.
هذه الأنظمة تقيس السرعة والمسافات المقطوعة والجهد البدني والتموضع داخل الملعب.

تحليل الفيديو (Video Analysis)

برمجيات متخصصة تقسم المباراة إلى لقطات حسب معايير مثل لحظات الضغط والتمريرات الخاطئة والتحركات بدون كرة، وتُستخدم لإعطاء اللاعبين ملاحظات دقيقة لتحسين أدائهم.

قواعد البيانات الرياضية (Sports Databases)

توفّر بيانات ضخمة عن اللاعبين عالميًا، مثل الأداء في المواسم السابقة والسجل البدني والإصابات والإحصائيات الدقيقة، وتُستخدم في التقييم والتعاقدات.

برامج التحليل الإحصائي (Data Analytics Software)

تحول البيانات الخام إلى مؤشرات أداء تساعد المدربين في تقييم الجاهزية، مقارنة اللاعبين، وتحديد نقاط القوة والضعف.

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي

يُستخدم للتنبؤ بخطر الإصابات ومستوى الأداء المستقبلي، واقتراح أفضل خطة لعب تناسب قدرات كل لاعب.

فوائد تكنولوجيا المعلومات في تقييم الأداء الرياضي

وتطرق الشرقاوي للحديث عن فوائد تكنولوجيا المعلومات في تقييم الأداء الرياضي، حيث قال: “تحسين دقة التقييم بالاعتماد على بيانات موضوعية، والارتقاء بالأداء بفضل تقارير يومية تفصيلية، وتقليل الإصابات عبر مراقبة الحمل البدني، واتخاذ قرارات فنية أكثر ذكاء ودقة، تطوير استراتيجيات التدريب وفق ما تكشفه البيانات، ودعم التعاقدات وكشف المواهب اعتمادًا على أرقام دقيقة”.

وذكر اللواء الشرقاوي أمثلة عالمية على نجاح هذه التقنيات وهي: 

• أندية مثل مانشستر سيتي ويوفنتوس تعتمد بشكل واسع على تحليل البيانات.
• دوري NBA يُعد من أكثر الدوريات تطبيقًا لتقنيات التتبع والتحليل.
• في التنس، تُحلل الضربات والزوايا والسرعة لحظيًا لتحسين الأداء.

كما تحدث عن التحديات التي تواجه تطبيق تكنولوجيا المعلومات في الأندية، والتي جاء أبرزها التكلفة المرتفعة للتقنيات، والحاجة إلى كوادر متخصصة لتحليل البيانات، ومقاومة بعض المدربين للتغيير الرقمي، وضرورة حماية خصوصية البيانات البدنية والصحية للاعبين.

المستقبل الذي تنتظره الرياضة مع التكنولوجيا

واختتم تصريحاته بالحديث عن المستقبل الذي تنتظره الرياضة مع التكونولوجيا، حيث قال: “من المتوقع أن تنتشر نماذج اللاعب الرقمي Digital Twin، وتحليل فوري يقترح تغييرات تكتيكية مباشرة للمدربين، إضافة إلى دمج أكبر للواقع المعزز والافتراضي في التدريب، إلى جانب أنظمة ذكية تقيس الحالة النفسية والذهنية للاعبين”.

وأحدثت تكنولوجيا المعلومات تحولًا جذريًا في كيفية تقييم أداء اللاعبين، وفتحت الباب أمام عصر جديد يعتمد على الدقة والشفافية. ومع استمرار التطور الرقمي، ستتضاعف قدرة الأندية على اتخاذ قرارات فنية عادلة وأكثر علمية، ما يجعل السؤال مطروحًا بقوة: هل يصبح مستقبل تقييم اللاعبين محكومًا بالأرقام لا بالمدربين؟

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.