أكدت الدكتورة فاتن عمارة، مقرر لجنة المبادرة الرئاسية، للكشف عن أمراض سوء التغذية لطلاب المدارس، أن الطفل السليم هو القادر على التعلم والنجاح والمشاركة الفعالة في مجتمعه، مشيرة إلى أن الدولة أطلقت سلسلة من المبادرات الرئاسية التي تركز على الصحة العامة، ومن أهمها مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم.
الوقاية خير من العلاج
وأوضحت عمارة خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج “البيت”، المذاع على قناة الناس اليوم الأربعاء، أن المبادرة تمثل نقلة حقيقية في فكر الوقاية التي تعد خيرًا من العلاج، لأنها تركز على الاكتشاف المبكر لأي مشكلة صحية لدى الطلاب، قبل أن تتفاقم أو تؤثر على نموهم، وأضافت أن وزارة الصحة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، قامت بفحص نحو 3 ملايين طالب في المدارس الحكومية والخاصة، في إطار هدف الدولة لضمان تمتع كل طفل في مصر بصحة جيدة، من خلال قاعدة بيانات دقيقة لمتابعة حالتهم أولًا بأول.
وأوضحت أن المستهدف الكلي من المبادرة هو فحص 14 مليون طالب في أكثر من 30 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن الفحص يتم مجانًا لجميع الطلاب المصريين وغير المصريين.
وأضافت أن مؤشرات الأعوام الماضية أظهرت تحسنًا ملحوظًا؛ فبعد أن كانت نسبة الأنيميا 30%، انخفضت في عام 2023 إلى 23%، ووصلت هذا العام إلى 9%، كما انخفضت معدلات السمنة من 13% إلى 8%، والتقزم من 7% إلى 4%، مؤكدة أن هذه النتائج الإيجابية ثمرة جهود متواصلة في الكشف المبكر والعلاج المجاني.
متابعات دقيقة للحالات
وأشارت إلى أن المبادرة تعتمد على فرق طبية، مدربة ومجهزة بجميع المستلزمات اللازمة للفحص ومكافحة العدوى، وتنتشر في مختلف المحافظات، إلى جانب قوافل متنقلة تصل إلى المناطق البعيدة مثل مطروح والوادي الجديد، لضمان وصول الخدمات لكل طفل.
وأكدت أن عملية الفحص تشمل قياس نسبة الهيموجلوبين والطول والوزن، وتُسجل النتائج إلكترونيًا في منظومة دقيقة، ثم يتم تحويل الحالات الإيجابية إلى عيادات التأمين الصحي البالغ عددها أكثر من 250 عيادة على مستوى الجمهورية، لاستكمال التشخيص ووضع خطة العلاج.
وأضافت أن هناك متابعة دقيقة للحالات من خلال الخط الساخن (106) الذي يتواصل مع أولياء الأمور لإبلاغهم بضرورة التوجه للعيادات المختصة، مشددة على أن بيانات الأطفال تُحفظ بسرية تامة دون ذكر نوع الإصابة في كارت الطالب، حرصًا على الحالة النفسية للأطفال.
وأكدت على أن المبادرة تسعى هذا العام للوصول إلى كل طفل في مصر، ليس فقط لتشخيص حالته الصحية، بل لعلاجه وضمان تمتعه بحياة صحية سليمة تمكّنه من التعلم والمشاركة في بناء مستقبل الوطن.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات