انتخابات أمريكا والخيارات المُرَّة لـ”الناخبين العرب”

انتخابات أمريكا والخيارات المُرَّة لـ”الناخبين العرب”

الدكتور حسين الديك – خبير الشؤون الأمريكية

يبدو أنّ تراجُع شعبية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفقا لاستطلاعات الرأي، ليس دقيقا بشكل كبير، إذ إن الفارق بينه وبين نائبة الرئيس كامالا هاريس، في الولايات المتأرجحة السبع (ميشيغان، بنسلفانيا، ويسكونسن، جورجيا، نيفادا، أريزونا، وكارولينا الشمالية)، لا يتجاوز 1%، في أغلب الأحيان، مما يعني أن هناك احتمالا كبيرا بأن تتغيّر هذه الأرقام لصالح أي مِن المرشحين، في ظل هامش الخطأ المعتاد في هذه الاستطلاعات، وهو 3%.

ويواجِه الناخبون العرب والفلسطينيون في الولايات المتحدة، خيارات صعبة “أحلاها مُر”، فهؤلاء الناخبون سينقسمون إلى ثلاث فئات: فئة ستعزف عن التصويت، مما سيضُر بهاريس بشكل كبير، وفئة ستُصوّت لصالح هاريس، والأخيرة ستختار التصويت للجمهوريين ودونالد ترامب، وهذا الانقسام سيؤثّر بشكل واضح على النتائج الانتخابية، خاصةً في الولايات التي قد تلعب فيها الأصوات العربية والإسلامية دورا حاسما.

وستؤدي حادثة محاولة اغتيال ترامب إلى زيادة شعبيته في صفوف الحزب الجمهوري، إذ ستُحفّز قاعدته الانتخابية وتقوّي دعم الجمهوريين له، مما سيؤثّر إيجابيا على نتائجه في استطلاعات الرأي المقبلة.

لقد بات هناك ميْل عام داخل الحزب الجمهوري لتوحيد الصفوف حول مرشح الحزب عندما يتعرّض لتهديدات خارجية، مما يعزز من احتمالات فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

الاعتماد على استطلاعات الرأي ليس كل شيء، ففي عام 2020، أظهرت استطلاعات للرأي أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، حصل آنذاك، على 82% من أصوات اليهود الأمريكيين، بينما الآن تُشير الاستطلاعات إلى أن هاريس حصلت على 65% فقط، ممّا يعني أن جُزءا من الناخبين اليهود قد تحوّل نحو الحزب الجمهوري ومرشّحه ترامب.

ورغم أي أحداث على مسرح الشرق الأوسط، تظلّ السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ثابتة ومؤسساتية، ولا تتأثَّر كثيرا بتبدّل الإدارات، فالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتجاوز الحزبين، وتستند إلى التزام قوي من واشنطن بدعم تل أبيب، عسكريا وسياسيا.

تم نشر هذه المقالة انتخابات أمريكا والخيارات المُرَّة لـ”الناخبين العرب” للمرة الأولي علي الوئام.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *