في الوقت الذي تتسابق فيه الفتيات الصغيرات لاقتناء مجموعات التجميل الملونة كأحب الهدايا إلى قلوبهن، كشفت دراسات حديثة وتقارير رقابية عن “وجه قبيح” لهذه المنتجات؛ إذ تخفي وراء ألوانها البراقة مخاطر صحية وخيمة تصل إلى التسبب في البلوغ المبكر وأمراض سرطانية محتملة.
معامل الاختبار تكشف المستور
لم تعد التحذيرات مجرد مخاوف عابرة، بل استندت إلى أرقام صادمة، فقد حذر مركز حماية المستهلك الألماني من استخدام طلاء الأظافر والمكياج المخصص للأطفال لاحتوائه على أصباغ محظورة وبارافينات سائلة ضارة.
وفي جولة رقابية أجرتها هيئة تنظيمية سويسرية على 23 مجموعة تجميل للأطفال معظمها صيني الصنع، تبيّن أن 65% منها غير مطابق للمواصفات، وشملت المخالفات:
استخدام أصباغ محظورة دوليًا.
تجاوز الحدود الآمنة للمواد الحافظة.
رصد تركيزات عالية من البارافين السائل في منتجات العناية بالشفاه، وهي مواد تتراكم في الجسم وتؤثر على وظائفه الحيوية.
“مواد مسرطنة” في حقيبة طفلتك!
لم يتوقف الأمر عند الحساسية، بل امتد لتهديد الحياة، حيث كشفت الفحوصات المختبرية في “كارلسروه” عام 2024 عن وجود “نيتروزامينات” في محددات العيون وحبر الوشم المؤقت، وهي مواد تصنف علميًا بأنها “مسرطنة محتملة للإنسان”، كما أظهرت النتائج أن نحو 44% من عينات طلاء الأظافر المختبرة كانت غير صالحة للبيع بسبب غياب بيانات الأصباغ أو احتوائها على مذيبات تسبب تهيجًا حادًا للعين والجلد.
لغز البلوغ المبكر.. هل المكياج هو المتهم؟
أثار الارتفاع المفاجئ في حالات البلوغ المبكر لدى الفتيات حول العالم قلق العلماء، لتوجه دراسة نشرتها مجلة Endocrinology أصابع الاتهام إلى المواد الكيميائية في العطور والكريمات.
وأوضح العلماء أن مادتين أساسيتين تلعبان دورًا تخريبيًا في نظام الغدد الصماء:
ثنائي الفينول أ يحاكي عمل هرمونات الجسم ويرتبط بمستقبلاتها، مما يحفز البلوغ قبل أوانه.
مسك الأمبريت المستخدم في العطور والمنظفات، والذي يسبب خللاً هرمونيًا واضحًا.
دليل الأمان كيف تحمين طفلتك؟
أمام هذا الغزو الكيميائي، وضع الخبراء خارطة طريق لحماية الصغار، تتلخص في النقاط التالية:
البحث عن البدائل بتفضيل المنتجات الطبيعية المتوفرة في الصيدليات والموثقة بعلامات تجارية عالمية.
قراءة الملصقات والتأكد تمامًا من خلو المنتج من “البارابين” و”ثنائي الفينول أ”.
التنظيف العميق من خلال ضرورة إزالة المكياج فورًا باستخدام الماء والصابون أو الزيوت الطبيعية.
تغيير النمط الغذائي بتجنب تخزين الطعام في عبوات بلاستيكية لتقليل التعرض للمواد الكيميائية السامة التي تتسرب للجسم.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات