
عقد معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور، ندوة ثقافية بعنوان “المتحف المصري الكبير.. من ميدان التحرير إلى هضبة الجيزة”، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
وشارك فيها الدكتور ميسرة عبد الله أستاذ متخصص في الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، والدكتور حسين عبد البصير مدير إدارة متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، وأدارها الدكتور خالد فرحات، مدير عام منطقة آثار البحيرة.
مشروع المتحف المصري الكبير
استهل الدكتور حسين عبد البصير حديثه بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير يُعدّ أحد أهم وأعظم المشروعات الثقافية والحضارية في تاريخ مصر الحديث، ويجسّد رؤية طموحة ودعماً كبيراً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أولى المشروع اهتماماً خاصاً منذ انطلاقه.
وأوضح أن المتحف يمثل رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة تقديم الحضارة المصرية القديمة للعالم بصورة تليق بعراقتها وخلودها، مؤكداً أن المتحف ليس مجرد صرح أثري، بل رسالة حضارية وإنسانية تعكس استمرار الدور الريادي لمصر في حماية التراث الإنساني وصونه.
وأشار عبد البصير، إلى أن المتحف سيكون البيت الجديد للملك توت عنخ آمون، حيث تُعرض جميع مقتنياته الفريدة لأول مرة مجتمعة في مكان واحد، في تجربة متحفية غير مسبوقة تمزج بين العلم والتاريخ والتكنولوجيا الحديثة، لتمنح الزائر رؤية شاملة تربط الماضي بالحاضر وتبرز عبقرية الفن المصري القديم، وأضاف أن المتحف يُعد هدية مصر للعالم و”هدية الرئيس السيسي للإنسانية”، إذ يجمع بين المحتوى الثقافي والمعرفي ليصبح منارة علمية وسياحية عالمية تضاهي كبريات المتاحف الدولية.
المشهد الثقافي المصري
كما لفت إلى أن المشهد الثقافي المصري اليوم يكتمل عبر مثلث حضاري فريد يضم المتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، ومنطقة آثار الأهرامات، وهو تكامل يسهم في إعادة رسم خريطة السياحة الثقافية ويمنح القاهرة مكانة عالمية مميزة.
وأكد كذلك أن المتحف المصري بالتحرير سيواصل دوره الأكاديمي والعلمي الرائد في مجال علم المصريات، بما يحفظ الذاكرة التاريخية للأمة ويكمل منظومة المتاحف الكبرى التي تجسد عبق الحضارة المصرية عبر العصور.
الوعي الثقافي والحضاري
من جانبه، تناول الدكتور ميسرة عبد الله التطور التاريخي لفكرة إنشاء المتاحف في مصر، موضحًا أن الحضارة المصرية القديمة هي أصل التاريخ الإنساني، ومنها انطلقت مسيرة الوعي البشري.
وأشار إلى أن الاهتمام بالآثار المصرية بدأ منذ القرن التاسع عشر، ومع تزايد الوعي الثقافي والحضاري، برزت الحاجة إلى إنشاء متحف ضخم يواكب مكانة مصر العالمية، فجاء المتحف المصري الكبير تتويجًا لهذه الرؤية الطموحة.
وأكد عبد الله أن المتحف يمثل تجسيدًا حيًا لقوة مصر الثقافية الناعمة في الجمهورية الجديدة، فهو صرح يجمع بين التصميم العصري المبتكر وأحدث تقنيات العرض المتحفي، ويعرض المراحل المختلفة من التاريخ المصري منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني، ليغدو أيقونة معمارية ومعرفية عالمية.
وأضاف أن دور المتحف لا يقتصر على كونه معرضًا للآثار، بل هو مؤسسة ثقافية وتعليمية متكاملة تقدم برامج تربوية للنشء لتعزيز انتمائهم الحضاري، كما يضم أحدث معامل الترميم في العالم، ويقدّم خدمات بحثية وتعليمية للدارسين والبعثات العلمية الدولية.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير هو رمز لنهضة مصر الثقافية الجديدة، ودليل على أن الحضارة المصرية لا تزال قادرة على الإبداع والعطاء، وهي ماضية بثقة نحو المستقبل، حاملة رسالتها الإنسانية الخالدة إلى العالم أجمع.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري
تعليقات