أعلنت الصين تشغيل ما وصفته بأنه أكبر منظومة حوسبة ذكاء اصطناعي موزعة على مستوى العالم، تمتد عبر مسافة تُقدر بنحو 2000 كيلومتر، مع قدرة تشغيلية تحاكي أداء مركز بيانات واحد بنسبة تصل إلى 98%، رغم التباعد الجغرافي الكبير بين مواقعها.
الصين تُزيل الستار عن شبكة حوسبة تعمل بالذكاء الاصطناعي
وتحمل المنصة الجديدة اسم “منشأة اختبار الشبكات المستقبلية” (FNTF)، دخلت حيز العمل رسمياً في الثالث من ديسمبر، لتبدأ ربط عشرات مراكز البيانات المنتشرة في عدد كبير من المدن عبر بنية تحتية ضوئية فائقة السرعة.
ووفقاً لما كشفه ليو يونجي، مدير المشروع وعضو الأكاديمية الصينية للهندسة، فإن المنظومة تمثل نقلة في التطبيقات التي تتطلب سرعة استجابة شبه فورية، من بينها تدريب النماذج الضخمة للذكاء الاصطناعي، والخدمات الطبية البعيدة، وأنظمة التحكم الصناعي المعتمدة على الزمن الحقيقي.
وأوضح يونجي، أن تدريب نموذج يضم مئات المليارات من المعاملات يحتاج عادة إلى أكثر من نصف مليون دورة تدريبية، مشيراً إلى أن البنية الجديدة تقلص زمن الدورة الواحدة إلى 16 ثانية فقط، في حين أن غياب هذا المستوى من الترابط قد يضيف أكثر من 20 ثانية لكل دورة، وهو ما ينعكس على شهور إضافية من العمل.
وتشير بيانات المشروع إلى أن المنصة تحقق كفاءة تشغيلية تقارب أداء عناقيد الحوسبة الموحّدة، ما يمنحها القدرة على تنفيذ أحمال ضخمة تشمل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وإدارة الصناعات الدقيقة لحظياً، وتقديم خدمات طبية معتمدة على تحليل فوري للبيانات.
كما تتوقع الجهات المطورة أن تسهم الشبكة في خفض التكاليف التشغيلية وتعزيز قدرات الابتكار داخل السوق الصينية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية وطنية واسعة تهدف إلى بناء بنية حوسبة موحدة على مستوى الدولة، مع التوسع في إنشاء مراكز بيانات في المناطق الغنية بالطاقة، والاستثمار في تقنيات متقدمة مثل الرقائق المعززة بالكم والتقنيات الفوتونية.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري
تعليقات