الشكوك حول "تجارة ترمب" تضغط على الدولار وتعزز سندات الخزانة

الشكوك حول "تجارة ترمب" تضغط على الدولار وتعزز سندات الخزانة

تراجعت عوائد سندات الخزانة بشكل حاد، وهبط الدولار، مع خفض المستثمرين رهاناتهم على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية المقررة يوم الثلاثاء.

انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 12 نقطة أساس إلى 4.26% في التداولات بالولايات المتحدة بعد أن أظهر استطلاع جديد أن المتداولين يمكن أن يكونوا قد قللوا من احتمال فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. كما انخفض مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري بنسبة 0.7%، في حين كان البيزو المكسيكي الذي تضرر من حديث ترمب عن فرض رسوم جمركية من بين أكبر الرابحين بين العملات الرئيسية. كما تراجعت “بتكوين”، التي كانت قد صعدت بفضل دعم ترمب للعملات المشفرة.

تشير هذه التحركات إلى إعادة تقييم شاملة لما يعرف بـ”تجارة ترمب”، بعد أن أظهرت بيانات الاستطلاع شكوكاً حول هذا التوقع. أبرز استطلاع “دي موين ريجستر/ميديكوم” في ولاية أيوا تقدماً لهاريس بفارق ثلاث نقاط مئوية على ترمب، ربما يكون هذا مؤشراً على أدائها في ولاية ويسكونسن المجاورة، وهي إحدى الولايات المتأرجحة. رغم ذلك، أظهر استطلاع لشبكة “إن بي سي” يوم الأحد أن السباق ما زال متقارباً في الفرص.

ثقة أقل بفوز ترمب

قال لي هاردمان، كبير المحللين لدى “إم يو إف جي” (MUFG): “مع اقتراب الانتخابات الأميركية، هناك ثقة أقل بفوز ترمب”. وأضاف أن فوز ترمب واكتساح الجمهوريين لمقاعد الكونغرس سيكون السيناريو الأكثر دعماً للدولار الأميركي، بينما قد يؤدي فوز هاريس مع انقسام الكونغرس إلى تراجع الدولار سريعاً عن مكاسبه القوية التي سجلها في الشهر الماضي.

في الأسابيع الأخيرة، راهن المستثمرون على فوز ترمب، مستفيدين من سياساته المتمثلة في تخفيض الضرائب وزيادة الرسوم الجمركية لتعزيز النمو والتضخم. دعمت هذه الرهانات مؤشر الدولار ليصل إلى أعلى مستوياته في أربعة أشهر الأسبوع الماضي، ودفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوياتها منذ يوليو، ما أسهم في منحنى عائد أكثر انحداراً.

على النقيض، شهدت حركة التداول يوم الإثنين تخارج المتداولين من صفقات خيارات الخزانة التي تستهدف عوائد أعلى للسندات الأطول أجلاً ومنحنى عائد أكثر انحداراً.

قال جوردان روتشستر، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي في “ميزوهو” (Mizuho) في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “مع اقتراب الحدث، ستواصل الأسواق تقليص مراكزها من التداولات المربحة التي تراهن على فوز ترمب في أكتوبر، وهي الدولار الأقوى، والعوائد المرتفعة، ومنحنى الخزانة الأكثر انحداراً، وتقليل المخاطر حيثما أمكن لتكون مستعدة للرد صباح الأربعاء”.

في الوقت نفسه، تأهب المستثمرون في الأسواق الناشئة لتداعيات احتمال فوز ترمب، حيث إن خططه لفرض رسوم جمركية ستضعف صادراتهم، وتقلل الطلب على عملاتهم. ارتفع البيزو المكسيكي الأكثر عرضة لتهديد الرسوم بنسبة 1.6% أمام الدولار يوم الإثنين، كما صعد اليوان في التداولات بالصين بنسبة 0.6%، وهي أكبر زيادة له منذ أوائل أغسطس.

كما أثرت أحدث الاستطلاعات على منصات المراهنة مثل “بريدكتيت” (PredictIt)، حيث تراجعت احتمالات فوز ترمب إلى فرصة متساوية تقريباً، بعد أن كانت 60% الأسبوع الماضي.

احتمالية أعلى بفوز هاريس

قالت كارول كونغ، من بنك “كومنولث” الأسترالي: “الأسواق تأخذ في الحسبان الآن احتمالية أعلى لفوز هاريس”، مضيفة أن هذا يعني أن الدولار قد يشهد قوة أكبر في حال فوز ترمب.

ومع ذلك، ليست الانتخابات الأميركية الخطر الوحيد الذي يضطر المتداولون لمواجهته هذا الأسبوع.

تتعرض توقعات المتداولين لتقلبات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل “الاحتياطي الفيدرالي”، حيث يرون الآن احتمالية بنسبة 8% بأن يبقي البنك على سياسته النقدية ثابتة في اجتماعه يوم الخميس. قبل بضعة أسابيع فقط، كان المتداولون يناقشون احتمال خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة إما في اجتماع نوفمبر أو ديسمبر.

كما ستتعامل أسواق السندات مع ثلاث مزادات على سندات الخزانة هذا الأسبوع، بما في ذلك بيع سندات لأجل ثلاث سنوات يوم الإثنين، وإصدار السندات الربعية لأجل 10 سنوات و30 سنة يومي الثلاثاء والأربعاء. شهدت العوائد ارتفاعاً كبيراً بالفعل.

قال فريدريك ريبتون، مدير محفظة أول في “نيوبيرغر بيرمان” (Neuberger Berman) عبر تلفزيون “بلومبرغ”: “جزء مما نراه هو مجرد انعكاس لحركة الأسعار التي شهدناها يوم الجمعة. الأمر لا يتعلق فقط بالانتخابات الأميركية، هناك العديد من الأمور الأخرى التي تحدث هذا الأسبوع”. 

المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *