السماد العضوي: ركيزة أساسية للزراعة المستدامة وحماية البيئة في ظل التحولات العالمية

السماد العضوي: ركيزة أساسية للزراعة المستدامة وحماية البيئة في ظل التحولات العالمية

في ظل
التوجه العالمي نحو الزراعة المستدامة: السماد العضوي خيار بيئي واقتصادي فعّال مع تصاعد
الاهتمام العالمي بالاستدامة البيئية والزراعة النظيفة، يتزايد الإقبال على
استخدام السماد العضوي كبديل طبيعي وآمن للأسمدة الكيميائية.
فإلى جانب فوائده
الزراعية، يُعد التسميد العضوي خطوة محورية نحو تقليل النفايات المنزلية وخفض
انبعاثات الكربون.

السماد
العضوي… مورد منزلي مستدام

بات
بإمكان الأفراد المساهمة بشكل مباشر في حماية البيئة وتحسين خصوبة أراضيهم
الزراعية من خلال إنتاج السماد العضوي في المنزل، باستخدام بقايا الطعام والمخلفات
النباتية.
ويسهم هذا التوجه في خفض كميات النفايات التي تُرسل إلى مكبات القمامة،
ويُوفر بديلًا اقتصاديًا للأسمدة الكيميائية مرتفعة التكلفة.

فوائد
بيئية وزراعية متعددة

السماد
العضوي يعزز بنية التربة، يزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالمياه، ويدعم نمو الجذور،
مما ينعكس بشكل مباشر على جودة المحاصيل.
كما يساهم في تقوية مناعة النباتات ضد
الآفات والأمراض، ويقلل من الاعتماد على المدخلات الزراعية الصناعية، وهو ما يمثل
خطوة نحو نظام زراعي أكثر توازنًا واستدامة.

خطوات
تصنيع السماد العضوي في المنزل

تشمل
عملية إنتاج السماد العضوي عددًا من المراحل الأساسية، تبدأ باختيار موقع جيد
التهوية وبعيد عن أشعة الشمس المباشرة.
يتم بعد ذلك جمع المواد العضوية مثل قشور
الفواكه والخضروات، بقايا القهوة، أوراق الأشجار الجافة، ونشارة الخشب، مع الحرص
على تجنب اللحوم، الدهون، ومخلفات الألبان.
لضمان
نجاح عملية التحلل، يجب تحقيق توازن بين المواد “البنية” الغنية
بالكربون (كالأوراق الجافة والكرتون) والمواد “الخضراء” الغنية
بالنيتروجين (كبقايا الطعام الطازجة).
كما يُنصح بتقليب الخليط كل أسبوعين لضمان
التهوية، مع مراقبة مستوى الرطوبة بشكل منتظم.
تستغرق
عملية التسميد من شهرين إلى ستة أشهر، ويُعرف السماد الناضج بلونه البني الداكن
ورائحته الشبيهة برائحة التربة الطازجة.

نصائح
لتحسين التسميد المنزلي

تقطيع
المخلفات إلى أجزاء صغيرة لتسريع التحلل.
تجنب
استخدام أي مواد تحتوي على مبيدات أو كيماويات.
الحفاظ
على توازن مثالي بين المواد الرطبة والجافة.
مراقبة
درجة الحرارة والرطوبة باستمرار.

دور
السماد العضوي في تحسين أنواع التربة المختلفة

في
الأراضي القلوية، يساهم السماد العضوي في تعديل درجة الحموضة، مما يُحسن من تيسر
العناصر الغذائية مثل الحديد والفوسفور والزنك.
كما يعزز من نشاط الكائنات الحية
الدقيقة النافعة التي تحول المغذيات إلى صور يسهل امتصاصها.
وفي
التربة الطينية الثقيلة، يُساعد السماد على تحسين التهوية وتفكيك التربة، بينما
يعمل في التربة الرملية على تحسين التماسك وتقليل فقد المياه والعناصر الغذائية،
ما يقلل الحاجة إلى الري المتكرر.
وفي
الأراضي الجيرية، يُقلل السماد العضوي من تكوّن القشرة السطحية، ما يُسهل نمو
الجذور وامتصاص المغذيات، ويُعزز أيضًا من تثبيت النيتروجين الجوي عبر نشاط
البكتيريا النافعة.

سماد روث
الأغنام… مصدر غني بالمغذيات

يُعد روث
الأغنام من أفضل أنواع الأسمدة العضوية، نظرًا لغناه بالمادة العضوية والعناصر
الأساسية.
إذ يحتوي على ما يُقارب:
24–27% مادة
عضوية
0.7–0.8% نيتروجين
0.45–0.6% فوسفور
0.4–0.5% بوتاسيوم
ويساهم
في تعزيز النكهة والقيمة الغذائية للمحاصيل، ورفع مقاومة النباتات للظروف البيئية
القاسية.
كما يُساعد على تحسين بنية التربة بفضل احتوائه على حمض الهيوميك.

خطوات
تصنيع سماد روث الأغنام

تمر
عملية التصنيع بعدة مراحل، تبدأ بخلط الروث مع القش لتعديل الرطوبة، ثم تُضاف
البكتيريا الحيوية (نحو 3 كجم لكل طن من الروث) لتسريع التحلل.
بعدها تُجرى عملية
التخمير لمدة تصل إلى 15 يومًا، تتضمن القضاء على مسببات الأمراض، تقليل الروائح،
والتجفيف الطبيعي.
وفي
المرحلة النهائية، يتم تحبيب السماد وخلطه بالعناصر الغذائية (N، P، K)، ثم تعبئته ليكون جاهزًا للاستخدام أو
التسويق.

تطبيقات
سماد روث الأغنام

يُستخدم
كسماد أساسي بطيء التحلل في الأراضي الرملية والطينية، ويسهم في تحسين جودة
وإنتاجية المحاصيل، إلى جانب رفع مقاومة النبات للجفاف والملوحة.

خطوة
بيئية نحو المستقبل

تمثل
صناعة السماد العضوي في المنزل حلاً بيئيًا وعمليًا يُمكن تطبيقه باستخدام أدوات
بسيطة ومتاحة في كل منزل.
فهي لا تساهم فقط في تحسين صحة التربة والنبات، بل تشكل
جزءًا من الحل الشامل لمواجهة التغيرات المناخية وتقليل الاعتماد على المنتجات
الكيميائية الضارة.

ابدأ
اليوم، وكن جزءًا من الحل البيئي.

في خضم التحديات البيئية والزراعية التي تواجه العالم اليوم، يبرز السماد العضوي كحل طبيعي ومستدام يجمع بين الفائدة الاقتصادية والبيئية.
إن تبني هذه الممارسات البسيطة في منازلنا ومزارعنا ليس مجرد خيار، بل واجب وضرورة للمحافظة على صحة التربة وضمان إنتاجية زراعية مستدامة للأجيال القادمة.
لذا، فإن الاستثمار في صناعة السماد العضوي هو خطوة عملية نحو تحقيق الأمن الغذائي وحماية البيئة، وبناء مستقبل أخضر يليق بكوكبنا.

نقلاً عن : اجري نيوز

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.