السماء بلا رقابة.. طائرة فرنسية عالقة فوق المتوسط 18 دقيقة| ماذا حدث؟

السماء بلا رقابة.. طائرة فرنسية عالقة فوق المتوسط 18 دقيقة| ماذا حدث؟

تصدرت طائرة فرنسية تابعة لشركة طيران كورسيكا محرك البحث ومنصات التواصل الاجتماعي بعدما علقت في الجو 18 دقيقة بدون القدرة على الهبوط لسبب غريب ومفاجئ.

كواليس رحلة طائرة فرنسية فوق البحر المتوسط

في واقعة غير معتادة أثارت الجدل في الأوساط الفرنسية والعالمية، أعلنت هيئة الطيران المدني الفرنسية أن مراقب حركة جوية في مطار باريس أورلي قد غلبه النعاس خلال نوبة عمله، مما أدى إلى تعليق طائرة فرنسية محملة بالركاب تابعة لشركة “طيران كورسيكا” في الجو لأكثر من 18 دقيقة، قبل أن يعاد التواصل معها ويسمح لها بالهبوط بأمان.

طائرة – أرشيفية

حادث الطائرة الفرنسية، تم الكشف عنه رسميا يوم الأربعاء، بعد نشر تقرير أولي في صحيفة “كورس ماتان” المحلية، وهو ما أكدته لاحقا هيئة الطيران المدني الفرنسية في بيان رسمي، متعهدة بفتح تحقيق فوري في “الوضع غير المعتاد”.

طائرة فرنسية عالقة.. من باريس إلى كورسيكا عبر دوامة فوق البحر

كانت الرحلة الجوية المتجهة من مطار باريس أورلي إلى مدينة أجاكسيو في جزيرة كورسيكا قد أقلعت في موعدها، ولكن مع اقتراب الطائرة من المجال الجوي للوجهة، لم تتلق الطاقم أي تعليمات هبوط من برج المراقبة.

طائرة فرنسية

وبحسب البيان، اضطرت الطائرة الفرنسية العالقة إلى التحليق الدائري فوق البحر الأبيض المتوسط، في انتظار السماح بالهبوط، وهو ما لم يحدث فورا بسبب عدم استجابة المراقب الجوي المناوب، ولاحقا، تدخلت فرق الإطفاء في المطار وقامت بالوصول إلى برج المراقبة، لتكتشف أن المراقب الجوي كان نائما في موقعه.

إيقاظ المراقب.. وهبوط آمن للطائرة

وأكدت هيئة الطيران المدني الفرنسية أن تدخل إدارة الإطفاء أدى إلى إيقاظ المراقب الجوي، وبعد ذلك، سمح للطائرة بالهبوط دون أي أضرار أو حوادث إضافية.

طائرة فرنسية

وأشارت الهيئة إلى أن اختبار الكحول الذي أجري للمراقب جاء سلبيًا، مما ينفي فرضية تأثير الكحول أو المواد المخدرة، إلا أنها شددت على أن “التحقيقات ما زالت جارية، وأن فرض عقوبات تأديبية على المراقب قيد الدراسة”.

سمعة الطيران الفرنسي

أثارت الحادثة تساؤلات جدية حول أنظمة الرقابة والسلامة الجوية في فرنسا، خاصة وأن مراقبة الحركة الجوية تعد من أكثر الوظائف حساسية في قطاع الطيران.

طائرة فرنسية

حيث يعتبر المراقب الجوي هو “العين التي لا تنام”، والمسؤول عن توجيه عشرات الطائرات في وقت واحد، وضمان سير العمليات بسلاسة وأمان، ونومه أحدث جدلا وإثارة في السماء.

ردود فعل متباينة على الحادثة.. ودعوات لتحقيق شامل

إن نوم مراقب جوي في مطار رئيسي مثل مطار أورلي بباريس، يكشف عن ثغرات محتملة في نظام المراقبة والانضباط المهني، كما يدعو إلى ضرورة إعادة النظر في الجداول الزمنية لنوبات العمل وضمان حصول العاملين على فترات راحة كافية لتفادي الإرهاق.

طائرة فرنسية

الحادثة أثارت ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الإعلامية الفرنسية، البعض اعتبر ما حدث “حادثا فرديا لا يعكس أداء قطاع الطيران الفرنسي ككل”، بينما طالب آخرون بـمراجعة بروتوكولات السلامة وتحديد “نقاط الضعف” التي سمحت بحدوث هذا الخلل.

“طيران كورسيكا” تلتزم الصمت.. ومراقبة إضافية على برج أورلي

وفي تصريحات صحفية، دعا خبراء طيران فرنسيون إلى ضرورة أن يشمل التحقيق أسباب نوم المراقب الجوي أثناء عمله، وهل كانت نتيجة الإرهاق المفرط، أو نقص الطواقم، أو خلل في التنظيم الداخلي.

طائرة عالقة

فيما لم تصدر شركة “طيران كورسيكا” أي بيان رسمي حول الحادثة، مكتفية بالامتثال لتعليمات هيئة الطيران المدني، ومن جهة أخرى، أفادت تقارير صحفية أن سلطات المطار فرضت رقابة إضافية على برج المراقبة في أورلي لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.

ورغم أن الطائرة هبطت بأمان، فإن هذه الحادثة تعد إنذارا مبكرا يجب عدم تجاهله، فإن سلامة الركاب في الجو تبدأ من الأرض، وتحديدا من برج المراقبة، حيث لا مجال للخطأ، ولا عذر للنوم.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.