تسعى السعودية لتكون مركزاً عالمياً بارزاً لصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، إسوة باليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ولذلك تعمل على تطوير منظومة متكاملة لهذه الصناعة بناءً على التجارب الناجحة عالمياً في هذا المجال.
لتحقيق هدفها، أطلقت المملكة عدة مبادرات من بينها شركة “ساڤي” للألعاب الإلكترونية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى التمويلات التي يُقدمها صندوق التنمية الوطني لفائدة الشركات الناشئة، وفقاً الأمير فيصل بن بندر بن سلطان آل سعود، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، خلال جلسة في اليوم الثاني من مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض.
تستهدف المملكة أن يساهم قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية بـ50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول 2030، وفقاً لاستراتيجية هذا القطاع التي أعلن عنها في سبتمبر 2022 ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
هيئة للألعاب والرياضات الإلكترونية
نوه الأمير أن السعودية تفكر في تطوير المنظومة بصفة عامة وليس التركيز على جزء منها فقط، وذكر بأن المبادرات التي تقوم بها الشركات الحكومية ستشجع القطاع الخاص المحلي والأجنبي على الاستثمار في هذا المجال.
من المرتقب أن تطلق المملكة هيئة للألعاب والرياضات الإلكترونية في إطار استراتيجية وطنية تسعى لتحقيق 3 أهداف: تسهيل التواصل بين القطاعين الحكومي والخاص، واعتماد مؤشرات الأداء للتأكد من أن المملكة ماضية لتكون مركزاً عالمياً في هذا المجال، والتأكد بأن كل الجهود تنصب على هدف وفكرة الفريق السعودي، وفقاً لإفادات الأمير.
كانت السعودية قد استضافت في وقت سابق من هذا العام بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، بجوائز قياسية بلغت قيمتها 60 مليون دولار، وحجم مشاهدات زاد عن 200 مليون. تطمح البلاد أن يوفر تطوير صناعة مرتبطة بهذه الرياضات أكثر من 39 ألف فرصة عمل جديدة، وتحويل مدينة الرياض إلى عاصمة للألعاب الإلكترونية.
“الهدف أن يتوجه التفكير إلى المملكة حين تدرس العمل في تلك الصناعة أو بناء مسار وظيفي فيها، مثلما تفكر في بقية الدول الأخرى البارزة في هذا الصدد. عائدات صناعة الألعاب الإلكترونية تفوق إيرادات الأفلام والتلفزيون والموسيقى مجتمعة، لذا فإمكانات النمو لذلك القطاع هائلة”، وفقاً لما ذكره الأمير فيصل.
قيم الرياضات الأولمبية التقليدية
تحظى الألعاب الإلكترونية بشعبية واسعة في المملكة، حيث تبلغ نسبة اللاعبين 67% من إجمالي السكان، 43% منهم من النساء. لذلك اعتبر الأمير فيصل أن انخراط الشباب مسألة هائلة، وأضاف: “إذا استطعنا نقل القيم من الرياضات الأولمبية التقليدية إلى الرياضات الإلكترونية سنحقق النمو بشكل ملحوظ في المستقبل القريب”.
ترتبط صناعة صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية بالابتكار الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي والمحاكاة وذلك ما يجذب الشباب إليها بحسب الأمير. ونوه في هذا الصدد قائلاً: “نحاول أن نوصل فكرة أن السعودية توفر فرصة لاستهداف فئة عريضة من اللاعبين الشباب تجمعها اللغة والثقافة ويمكن أن يجذبهم أكثر المحتوى العربي في الألعاب”.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق