تسعى السعودية للحفاظ على نقطة القوة المتمثلة في بقاء اقتصادها معتمداً على التمويل العام، في الوقت الذي يرغب فيه الكثير من المستثمرين رؤية دولة تتسم بالانضباط المالي، ما يدفع المملكة للإبقاء على احتياطيات كبيرة وفعالية كبيرة في الإنفاق الحكومي وحشد المال من القطاع الخاص، وفقاً لما قاله وزير المالية محمد الجدعان.
رؤية 2030 تمضي في مسارها الصحيح، فبعد التأكد من أن 87% من مستهدفات الرؤية إما تحققت أو تمضي صوب ذلك وفق ما أعلنه “المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة” (أداء)، تنظر الحكومة في نسبة الـ13% المتبقية من المستهدفات للتأكد من أنها تمضي قدماً بشكل سليم، لكنها في الوقت ذاته تعيد ترتيب الأولويات فيها. “بصفة عامة، نحن متحمسون جداً وسعداء بما حققناه في “رؤية 2023″، بحسب تصريحات في جلسة حوارية في اليوم الثاني من مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية.
فرص وتحديات في رؤية 2030
المملكة تواجه الكثير من التحديات والفرص في تنفيذ رؤية 2030، التحديات منها المتصل بالموارد البشرية والقدرة على التنفيذ، بحسب الجدعان. “فهي تريد التأكد من جلب المزيد من قدرات التنفيذ للرؤية، وألا يندفع الاقتصاد صوب نشاط محموم، لذلك تسعى للتيقن من أن الخطط متزامنة بشكل كبير حتى لا تؤثر على بعضها البعض، كما تريد التأكد من أنه ليس هناك الكثير من التسرب في الاقتصاد”.
وأضاف: “إذا قمت بتنفيذ الكثير (من المشروعات) في وقت واحد بدون السماح للاقتصاد بالنمو بشكل متزامن وكذلك للقطاع الخاص باللحاق بالركب، قد يحدث تسرب كبير من الإنفاق عبر الاستيراد عوضاً عن التصنيع المحلي.. نتابع ذلك ونعيد معايرة خططنا للتأكد من عدم حدوث ذلك. ونحن ناجحون في ذلك حتى الآن”.
واجهت عملية التحول الاقتصادي في المملكة، من خلال “رؤية 2030″، بعض التحديات بعد 8 سنوات من كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان النقاب عنها. وسبق أن صرح الجدعان باحتمال تأخير أو تسريع بعض المشاريع بحسب ما أوردته بلومبرغ.
بموجب خطة التحول، تضخ السعودية مئات مليارات الدولارات في قطاعات متنوعة، من السيارات الكهربائية إلى أشباه الموصلات والرياضة.
الاستقرار جاذب للمستثمرين
السبب وراء استثمار المستثمرين في المملكة على الرغم من كل التوترات الجيوسياسية في المنطقة، هو أن السعودية تلعب دوراً مهماً للغاية كركيزة للاستقرار، وسيستمر ذلك، وفق الجدعان.
وأشار إلى أن المملكة تبذل جهود “لإحلال الهدوء وخفض التصعيد والعمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم. وأعتقد أن ما يريده المستثمرون هو الاستقرار. ما يريده المستثمرون هو أن يكونوا جزءاً من التحول الوطني الذي يحدث في بلد كبير مثل المملكة، وهو أكبر اقتصاد في المنطقة”.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق