الانفصال مرحلة للنضج العاطفي والحب لا ينتهي بالوداع

الانفصال مرحلة للنضج العاطفي والحب لا ينتهي بالوداع

قالت الدكتورة وسام منير، الاستشاري الأسري، إن الحب والانفصال لا يتعارضان بالضرورة، فليس كل فراق يعني نهاية المشاعر، إذ قد يظل الحب قائمًا حتى بعد انتهاء العلاقة لأسباب مختلفة، مثل غياب التفاهم أو ضعف التواصل أو الظروف الاجتماعية والمادية، مؤكدة أن العلاقات تترك أثرًا وجدانيًا طويل الأمد، وأن القدرة على التناسي والتصالح مع التجربة تمثل خطوة مهمة لاستعادة التوازن النفسي وبدء حياة جديدة أكثر وعياً واستقرارًا.

الحب والانفصال: لا تعارض بينهما

أوضحت “منير” خلال برنامج “خط أحمر” على قناة الحدث اليوم، أن المشاعر قد تبقى رغم انتهاء العلاقة بسبب غياب التفاهم أو ضعف التواصل أو الظروف الاجتماعية والمادية. وأضافت أن الإنسان قد ينفصل عن شريك حياته واقعياً، لكنه يبقى متصلاً به وجدانيًا لفترة طويلة، مشيرة إلى أن النسيان الكامل شبه مستحيل، لكن التناسي ممكن لاستعادة التوازن.

 الدكتورة وسام منير

الانفصال: قرار صعب وبداية وعي جديد

قالت “منير” إن الانفصال من أصعب القرارات في الحياة، لأنه يتعلق بفقدان مشاعر وذكريات وهوية مشتركة. وأكدت أن هذا القرار غالبًا ما يأتي بعد صراع داخلي طويل ومحاولات إصلاح، لكنه قد يكون نقطة انطلاق جديدة تسمح للإنسان بإعادة اكتشاف ذاته، وتكوين وعي أعمق بالعلاقات الإنسانية.
وأوضحت أن التجارب العاطفية الصعبة تساعد على تمييز التعلق العاطفي عن الحب الحقيقي وتحديد الاحتياجات والحدود النفسية في العلاقات المستقبلية.

التجارب القاسية تصنع نضجاً عاطفياً

أضافت “منير” أن الألم العاطفي يعيد تشكيل الشخصية ويزيد الوعي بمعاني الحب والاحتواء والاختيار الصحيح. فالانفصال لا ينهي المشاعر، بل يُعلّم الإنسان فن التعامل مع الفقد وتحويل الألم إلى خبرة ونضج نفسي، ويجعله أكثر قدرة على اتخاذ قرارات واعية في المستقبل.

الفرصة الثانية ليست دائمًا واجبة

شددت “منير” على أن منح الفرصة الثانية يجب أن يكون قرارًا محسوبًا، إذ أن بعض الأشخاص يستمرون في تكرار الأخطاء السابقة، مما يحوّل العلاقة إلى دائرة استنزاف نفسي وعاطفي. وأضافت أن الإفراط في التسامح يفقد العلاقة معناها واستقرارها، وأن النضج العاطفي يعني معرفة متى نتوقف عن العطاء ومتى نختار أنفسنا قبل أن تُنهك العلاقة القلب والعقل معًا.

واختتمت “منير” حديثها مشيرة إلى أن كل تجربة عاطفية، سواء بالحب أو الانفصال، تترك أثرًا قيّمًا، وأن التعامل الواعي مع هذه التجارب يفتح الطريق أمام علاقات أكثر نضجًا وتوازنًا، ويتيح للإنسان فهم الحب بطريقة أعمق وأكثر واقعية.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.