أكد الدكتور شريف العماري، الباحث المتخصص في العلاقات الأسرية، أن حادثة الاعتداء على المسن عم غريب في السويس تمثل مؤشرًا خطيرًا لتآكل النسيج الاجتماعي، حيث أصبح الاعتداء يحدث “في وضح النهار أمام الجميع” بدلًا من أن يكون بعيدًا وخفيًا.
وشدد العماري خلال لقاء له على قناة “الرحمة” على ضرورة غرس السلوك الإيجابي والتصرف المسؤول لدى الأبناء والمجتمع، لمواجهة انتشار السلبية والجبن الاجتماعي.
تأثير الخوف الأبوي على سلوك الأبناء
أوضح العماري أن الخوف المبالغ فيه من بعض الآباء على أبنائهم قد يخلق جيلًا يخشى التدخل الإيجابي لمساعدة الآخرين، قائلاً: “الأهالي قاعدة بتخاف على أولادنا، فيقول للابن: ملكش دعوة، أنا عايزك تمشي جوه الحيطة، مش جنب الحيطة”.
وأشار إلى أن هذا الأسلوب، رغم تفهم دوافعه، يؤدي إلى غياب المبادرة والمسؤولية الاجتماعية، ويجعل الأبناء غير قادرين على التصرف الإيجابي حتى تجاه أقرب الناس لهم.
ظاهرة تصوير الاعتداءات بدل التدخل
انتقد الباحث الأسري انتشار عادة تصوير الاعتداءات بدل التدخل لإيقافها، مشيرًا إلى أنها لم تقتصر على واقعة عم غريب بل ظهرت في حوادث سابقة مثل حادثة نيرة أشرف.
وأكد العماري أن التصوير كوسيلة لتوثيق الحق لا يبرر عدم التحرك لمساعدة المظلوم، موضحًا أن الجبن الاجتماعي والسلبية انتشرت بشكل مقلق في المجتمع.
غرس الإيجابية والمسؤولية الاجتماعية
شدد العماري على أن التصرف الإيجابي والمبادرة لمساعدة الآخرين يجب أن تُغرس في الأبناء وفي أنفسنا أولاً، باعتبارها وسيلة لمواجهة الانحلال الأخلاقي الذي سمح بوقوع الاعتداء على المسن في وضح النهار أمام الجميع.
وأضاف أن غرس السلوك الإيجابي يشمل القدرة على التمييز بين الموقف الصحيح والموقف السلبي وعدم الخوف المفرط من مواجهة الظلم.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات