الإناث يتفوقن في الاستفادة من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية

كشفت نتائج البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية عن تأثيرات لافتة على مستوى الفئات المختلفة من الطلاب، حيث تبين أن الإناث استفدن من البرنامج بنسبة أكبر مقارنة بالذكور، وهو ما أثار اهتمام الباحثين والتربويين حول أسباب هذا التباين.
وأوضحت النتائج أن البرنامج أدى إلى تحسينات واضحة في جميع مجالات المعرفة المرتبطة بالقراءة والكتابة، إلا أن الفتيات حققن قفزة أكبر في الأداء، خاصة في مجالي فهم القراءة والطلاقة، اللذين سجلا أعلى نسب الزيادة.
وتبع ذلك تحسن في مهارات التهجئة، ثم القدرة على قراءة الحروف والكلمات، وأخيرًا تعزيز الوعي الصوتي.
ويفسر الخبراء هذا التفاوت بعدة عوامل، من بينها أن الفتيات غالبًا ما يظهرن انضباطًا أكبر في الالتزام بالبرامج التعليمية، إلى جانب البيئة الاجتماعية التي قد تمنحهن مساحة أوسع للاهتمام بالدراسة.
غير أن هذه النتائج لا تقلل من أهمية البرنامج بالنسبة للذكور، حيث أظهروا بدورهم تحسنًا ملحوظًا في مستويات القراءة والكتابة.
ويؤكد القائمون على البرنامج أن رصد هذه الفروق لا يهدف إلى المقارنة بقدر ما يساعد على تطوير استراتيجيات أكثر شمولًا تراعي احتياجات جميع الطلاب.
فالفروق الفردية بين الجنسين تستدعي وضع خطط تعليمية مرنة تستجيب لأساليب التعلم المختلفة.
وتبرز أهمية هذه النتائج في أنها لم تقتصر على مؤشر واحد، بل شملت المجالات الخمسة الرئيسية للمعرفة القرائية، الأمر الذي يعكس نجاح البرنامج في تقديم تدخل متكامل يعالج المهارات الأساسية بشكل متوازن.
كما شدد التربويون على أن هذه المؤشرات تمثل فرصة لإعادة النظر في طرق التدريس والمناهج، بما يضمن استفادة متساوية بين جميع الطلاب. وأكدوا أن التركيز على الفروق المكتشفة قد يسهم في تعزيز فعالية البرامج المستقبلية، ويضمن سد الفجوات التعليمية المحتملة.
وفي ظل هذه النتائج، يتضح أن البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية لم يحقق فقط طفرة كمية في رفع مستويات القراءة والكتابة، بل أسهم أيضًا في الكشف عن أنماط جديدة من الاستجابة التعليمية يمكن البناء عليها لتطوير خطط مستقبلية أكثر فاعلية وشمولًا.
نقلاً عن : كشكول
تعليقات