كشف الدكتور عماد الدين فهمي، استشاري التغذية العلاجية، عن خبايا ما نأكله، وكيف نربي أطفالنا على ثقافة الانتقاء بدلاً من سياسة الحرمان.
وأكد “فهمي”، خلال لقائه عبر فضائية cbc Sofra، أن المنع ليس حلًا، بل التعود هو الأساس، وشبه إدمان الوجبات السريعة والمشروبات الغازية بإدمان التدخين، حيث تبدأ القصة بتعود الحواس، معقبًا: “ابني لا يطلب الوجبات السريعة ليس لأنني أمنعه، بل لأن لديه قناعة داخلية بأنها غير صحية، التوعية تجعل الطفل رقيباً على نفسه حتى أمام ضغط الأقران”.
استشاري تغذية: ملصقات الأغذية “براءة ذمة” للشركات وليست مجرد معلومات
وفجر الدكتور عماد الدين فهمي مفاجأة من العيار الثقيل حول ما سماه بـ”الملصقات التحذيرية”، محذرًا من أن أي منتج مغلف يحمل قائمة مكونات هو في الحقيقة براءة ذمة من الشركة وليس مجرد معلومات.
وأشار إلى أن الإدارات الصحية العالمية مثل الإدارة الأمريكية بدأت تُحذر من أن الألوان الحمراء في الحلوى ومستحضرات التجميل مسرطنة، كاشفًا عن أن لكل لون غطاء مدلولًا دوليًا، تمامًا مثل الأرقام الموجودة على ستيكر الفاكهة، موضحًا أن الأرقام الصغيرة على الفاكهة تُخبرك إن كانت أورجانيك أو مُعدلة وراثيًا؛ فالثمرة الجميلة والمغرية قد تكون سمًا قاتلًا مشفرًا بأرقام لا نقرأها، بينما الثمرة الأقل جمالًا قد تكون هي الأصح والأغلى ثمنًا.
ودعا إلى ضرورة امتلاك ثقافة القراءة، وعدم الاكتفاء بالنظر إلى تاريخ الصلاحية أو السعر، بل الغوص في تفاصيل المكونات التي قد تشكل فارقًا بين الصحة والمرض.
استشاري تغذية: النظام الغذائي الخاطئ قد يجهض حلم الأمومة رغم فقدان الوزن
كما حذر استشاري التغذية العلاجية، عن مفاهيم مغلوطة حول مهنة خبير التغذية، موضحًا الفارق الجوهري بين فقدان الوزن وبين علاج الجسد بالطعام.
وأكد “فهمي”، أن التغذية العلاجية يجب أن تكون حكرًا على الأطباء فقط، معقبًا: “السمنة ليست مجرد زيادة في الوزن، بل هي مرض مُصنف، وأي مرض يجب أن يعالجه طبيب”.
وشدد على أن الطبيب البشري هو الوحيد القادر على فهم ديناميكية الأعضاء، فإذا جاءته مريضة ترغب في الحمل، لا يكفي أن يأمرها بمنع الأكل لتقليل وزنها، لأن ذلك قد يؤدي لفشل الحمل نتيجة نقص العناصر الغذائية، بل يجب تصميم نظام يمنحها الطاقة ويخفض وزنها في آن واحد.
وكشف كيف يعمل الكبد كمصنع متكامل، وضرب مثالًا بـ”كرات الدم الحمراء” التي تعيش 120 يومًا ثم تتكسر، وهنا يأتي دور الكبد في عملية إعادة التدوير لاستخلاص المكونات وتصنيع كرات جديدة بالتعاون مع نخاع العظام.
وحذر من فخ التشخيص الخاطئ، مشيرًا إلى أنه إذا كان مريض الكبد لا يعاني من نزيف، فإن كرات الدم تتكسر والحديد يترسب في جسمه لأن الكبد غير قادر على إعادة التصنيع، وهذا التراكم للحديد يُسبب حكة جلدية شديدة (هرش)، وإذا ذهب المريض لغير مختص، قد يصف له أطعمة غنية بالحديد، مما يزيد من معاناته الجلدية والصحية، بينما الطبيب الواعي هو من يربط بين وظائف الكبد وأعراض الجلد.
وأوضح أن دكتور التغذية العلاجية يعمل كشريك للطبيب المختص (باطنة، وكلى، وكبد، أو نساء)، حيث يستلم الحالة متشخصة ليبدأ في صياغة نظام غذائي يدعم العلاج الدوائي.
وأكد: “الأكل إما أن يكون بديلًا قويًا للعلاج أو مساعدًا فعالًا له، شرط أن يُوضع تحت إشراف طبي يدرك كيمياء الجسد”.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات