ارتفعت أصول الأسواق الناشئة، مع تقليص المستثمرين لمراكز تراهن على فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك رغم أن السباق بين المرشحين لا يزال متقارباً. وصعدت العملات من المكسيك وجنوب أفريقيا وأوروبا الشرقية مقابل الدولار قبل يوم واحد من انطلاق الانتخابات التي قد تعيد تشكيل تدفقات التجارة والاستثمار عالمياً في السنوات المقبلة. وارتفع مؤشر “MSCI” للأسواق الناشئة بنسبة 0.2%، متجهاً نحو أكبر مكسب له في أسبوعين، بينما تقدم المؤشر القياسي للأسهم بنسبة 0.5% اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً في لندن.
جاءت هذه التحركات بعد نتائج استطلاع رأي في نهاية الأسبوع أظهرت تقدم كامالا هاريس في ولاية أيوا، وهي الولاية التي فاز بها ترمب في جميع منافساته الانتخابية السابقة. دعمت الرهانات على فوز ترمب، الدولار في ظل توقعات بفرض رسوم جمركية وسياسات تضخمية قد تجبر “الاحتياطي الفيدرالي” على الاستمرار في تبني موقف نقدي أكثر تشدداً.
قال إلياس حداد استراتيجي في شركة “براون براذرز هاريمان” (Brown Brothers Harriman): “ألقى الاستطلاع ضربة للتداولات المتوقعة فوز ترمب. ومع ذلك، يبدو أن السباق الرئاسي يتجه ليكون مثيراً، وقد لا نعرف الفائز حتى بعد أيام”.
أكبر المكاسب في بولندا والمكسيك
سجلت الأسواق في الاقتصادات الأكثر حساسية تجاه القيود التجارية الجديدة والدولار الأقوى أكبر المكاسب يوم الاثنين، حيث ارتفعت قيمة الزلوتي البولندي والبيسو المكسيكي بنسبة 0.9% لكل منهما.
يرجح أن يؤدي فوز هاريس المحتمل إلى انخفاض التقلبات وتقليص علاوة المخاطر، وفقاً لفريدريك ريبتون، مدير أول محافظ الدخل الثابت العالمية والعملات في شركة “نيوبيرغر بيرمان” (Neuberger Berman).
قال ريبتون في تصريحات عبر “بلومبرغ”: “في ذلك السيناريو، حتى لو كانت الحكومة منقسمة، قد لا يحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى الحفاظ على سياسة نقدية متشددة، لذا نعتقد أن فائدة العائد ستصبح ذات أهمية”. أشار إلى البيسو المكسيكي والريال البرازيلي كفرص جذابة في مثل هذا السيناريو.
أضاف: “هذه العملات هي التي شهدت تراجعاً كبيراً وتقدم الكثير من العوائد”، في إشارة إلى نوع من التداول يقوم فيه المستثمرون بالاقتراض بعملات ذات عائد منخفض لشراء أصول ذات عائد أعلى.
قرارات بنوك مركزية مرتقبة
بعيداً عن المخاطر السياسية يستعد المستثمرون أيضاً لسلسلة من قرارات البنوك المركزية هذا الأسبوع، والتي قد تزيد التقلبات في الأسواق. ويتوقع على نطاق واسع أن يقلص “الاحتياطي الفيدرالي” وتيرة التيسير وتخفيض بمقدار ربع نقطة، بعد تراجع بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، حيث لا يزال الاقتصاد الأميركي في حالة جيدة مدعوماً بنشاط إنفاق مستهلكين قوي، وفقاً لإلياس حداد.
في شرق أوروبا، يرجح أن تحافظ بولندا ورومانيا على تكاليف الاقتراض دون تغيير، بينما يبدو أن صانعي السياسة في التشيك مستعدون لتمديد تخفيضات أسعار الفائدة. في الوقت نفسه، يتوقع أن يرفع البنك المركزي البرازيلي سعر الفائدة القياسي وسط مخاوف بشأن تراجع مالي.
جاء ارتفاع مؤشر “MSCI” للأسواق الناشئة مدفوعاً بانتعاش في قطاع التكنولوجيا بعد عمليات البيع التي شهدتها السوق في الأسبوع الماضي. انتعشت أسهم شركة “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” بعد أربع أيام من التراجع، وسجلت أكبر مكسب لها في أسبوعين.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق