
في وقتٍ تتأرجح فيه أسعار الطاقة عالميًا بين صعود وهبوط، تنعم الأسواق المصرية بهدوء نادر على صعيد أسعار البنزين والسولار، بعد أن قررت الدولة الإبقاء على الأسعار دون تعديل خلال شهر أكتوبر 2025، في خطوة تعكس مزيجًا من التخطيط الدقيق والسياسات المتوازنة.
استقرار يبعث الطمأنينة في الأسواق
واصلت محطات الوقود في مختلف المحافظات بيع منتجاتها بالأسعار المعلنة سابقًا؛ إذ بلغ سعر لتر بنزين 80 نحو 11 جنيهًا، وبنزين 92 12.50 جنيهًا، وبنزين 95 13.50 جنيهًا، بينما استقر سعر لتر السولار عند 10 جنيهات، ليُسجل بذلك الشهر الخامس على التوالي من الثبات السعري.
أسعار البنزين والسولار تستقر في الأسواق
يأتي هذا القرار بعد مراجعة دقيقة أجرتها لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، والتي تتابع بشكل دوري حركة الأسواق العالمية وسعر صرف الجنيه، لتحديد مدى الحاجة إلى أي تعديل كل ثلاثة أشهر، وتهدف اللجنة من خلال آلية التسعير المرنة إلى حماية السوق المحلي من الصدمات، وتحقيق توازن بين التكلفة العالمية وقدرة المواطن الشرائية.
الدولة تتحمل فارق التكلفة لصالح المواطن
مصادر بوزارة البترول أكدت أن استمرار الأسعار دون تغيير لا يعني غياب التحديات، بل يعكس تحمّل الدولة فارق التكلفة بين السعرين العالمي والمحلي، في محاولة جادة لتخفيف الأعباء عن المواطنين ومحدودي الدخل، خاصة وسط التوترات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على أسواق الطاقة.
وأوضحت المصادر أن الحكومة تركز على مبدأ العدالة الاجتماعية من خلال تثبيت أسعار الطاقة ودعم الشرائح الأكثر احتياجًا بطريقة غير مباشرة، إلى جانب تطوير منظومة التوزيع ومشروعات ترشيد الاستهلاك لضمان وصول الوقود بأسعار عادلة ومستقرة إلى جميع المناطق.
استقرار الوقود.. انعكاس مباشر على حياة الناس
خبراء الاقتصاد يرون أن هذا الثبات السعري يسهم في استقرار أسعار النقل والسلع الأساسية، مما يخلق بيئة اقتصادية أكثر توازنًا ويمنح المستثمرين والمستهلكين على حد سواء ثقة في استقرار السوق المحلي، في وقتٍ تعاني فيه دول عدة من تقلبات حادة في الطاقة.
ويرى مراقبون أن هذا الاستقرار ليس وليد الصدفة، بل نتيجة تخطيط محكم وسياسات رشيدة تتبناها الدولة للحفاظ على الأمن الاقتصادي وتوفير الوقود بأسعار مستقرة، مع مراقبة دؤوبة للأسواق العالمية تحسبًا لأي تقلبات محتملة.
وهكذا، يواصل قطاع الطاقة المصري رسم صورة من التوازن بين كلفة الاستيراد ومتطلبات المعيشة، ليصبح شهر أكتوبر شاهدًا على نجاح معادلة دقيقة عنوانها “استقرار بلا أعباء”.
المصدر : تحيا مصر
تعليقات