سجّلت مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا نموًا ملحوظًا خلال شهر نوفمبر الثاني الماضي، مواصلة مسارها التصاعدي للشهر الخامس على التوالي، في إشارة واضحة إلى تعافي تدريجي في سوق السيارات الأوروبي، مدعومًا بشكل رئيسي بالطلب المتزايد على السيارات الكهربائية والهجينة.
نمو مستمر في تسجيل السيارات الجديدة
ووفقًا لبيانات صادرة عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA)، ارتفع مستوى تسجيل السيارات الجديدة في القارة الأوروبية بنسبة 2.1% على أساس سنوي خلال نوفمبر/تشرين الثاني، مقارنة بزيادة أقوى بلغت 5.8% خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، ما يعكس استمرار الزخم الإيجابي وإن بوتيرة أهدأ.
ويأتي هذا الأداء الإيجابي في ظل تحديات اقتصادية متواصلة تشمل ارتفاع أسعار الفائدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الدول الأوروبية، إلى جانب الضغوط التضخمية التي أثرت على قرارات الشراء لدى المستهلكين.
السيارات الكهربائية تقود المشهد
كان الأداء اللافت من نصيب السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، حيث قفزت مبيعاتها بنسبة 44.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتؤكد مكانتها كمحرك رئيسي لنمو سوق السيارات في أوروبا.
ويُعزى هذا الارتفاع الكبير إلى عدة عوامل، من بينها:
التوسع في البنية التحتية لمحطات الشحن
الحوافز الحكومية والدعم الضريبي في عدد من الدول الأوروبية
زيادة وعي المستهلكين بقضايا البيئة وخفض الانبعاثات
طرح طرازات كهربائية جديدة بأسعار أكثر تنافسية
أداء قوي للسيارات الهجينة القابلة للشحن
كما سجلت السيارات الهجينة القابلة للشحن (Plug-in Hybrid) نموًا قويًا بنسبة 38.4%، مستفيدة من كونها حلًا وسيطًا يجمع بين الاعتماد على الكهرباء والوقود التقليدي، خاصة لدى المستهلكين الذين لم ينتقلوا بعد إلى السيارات الكهربائية بالكامل.
في المقابل، جاءت الزيادة في مبيعات السيارات الهجينة التقليدية محدودة نسبيًا، إذ لم تتجاوز 4.2%، ما يشير إلى تحول تدريجي في تفضيلات المستهلكين نحو الطرازات الكهربائية الكاملة.
تراجع حاد في سيارات البنزين والديزل
وعلى الجانب الآخر، واصلت السيارات التقليدية خسارة حصتها السوقية، حيث:
تراجعت مبيعات سيارات البنزين بنسبة 21.9%
انخفضت مبيعات سيارات الديزل بنسبة 23.2%
ويعكس هذا التراجع المتسارع تشديد السياسات البيئية الأوروبية، وفرض قيود متزايدة على الانبعاثات، إلى جانب خطط العديد من الدول لحظر بيع السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي خلال السنوات المقبلة.
أداء السوق منذ بداية العام
وخلال الفترة الممتدة من يناير الثاني إلى نوفمبر الثاني، ارتفع إجمالي تسجيل السيارات الجديدة في أوروبا بنسبة 1.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو نمو محدود لكنه يعكس تعافيًا تدريجيًا للسوق.
ومع ذلك، أكدت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية أن إجمالي حجم المبيعات لا يزال أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا، ما يشير إلى أن السوق لم يستعد كامل عافيته بعد، رغم التحسن المستمر خلال الأشهر الأخيرة.
توقعات مستقبلية لسوق السيارات الأوروبية
يتوقع خبراء الصناعة أن يستمر نمو سوق السيارات في أوروبا خلال الفترة المقبلة، مع استمرار التحول نحو المركبات الكهربائية، إلا أن وتيرة هذا النمو ستظل مرتبطة بعدة عوامل، أبرزها:
استقرار الأوضاع الاقتصادية
تطور أسعار الطاقة
استمرار الدعم الحكومي للسيارات النظيفة
قدرة الشركات على توفير طرازات كهربائية بأسعار مناسبة
تؤكد أرقام نوفمبر أن السيارات الكهربائية باتت عنصرًا حاسمًا في رسم ملامح مستقبل سوق السيارات الأوروبية، وأن مرحلة التحول الكبير في الصناعة دخلت منعطفًا أكثر وضوحًا وتسارعًا.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات