
في تطور غير مسبوق يعكس الضغوط التضخمية العالمية وارتفاع تكاليف الإنتاج، تجاوز متوسط سعر شراء سيارة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية حاجز 50 ألف دولار أمريكي للمرة الأولى في التاريخ خلال شهر سبتمبر 2025، وفقًا لتقرير صادر عن كتاب كيلي بلو بوك (KBB).
ارتفاع قياسي في أسعار السيارات العالمية
أظهر التقرير أن متوسط سعر الصفقة بلغ 50,080 دولارًا أمريكيًا، مسجلًا زيادة بنسبة 2.1% مقارنة بشهر أغسطس، وارتفاعًا بنسبة 3.6% مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح محللو KBB أن أسعار السيارات “ارتفعت بثبات على مدار العام الماضي، مع تسارع الزيادات في الأشهر الأخيرة”، وهو ما يعكس مزيجًا من ارتفاع تكاليف المواد الخام، ونقص بعض المكونات، وزيادة الإقبال على الفئات الأعلى تجهيزًا.
لم يقتصر الارتفاع على أسعار المعاملات فقط، بل سجل متوسط أسعار التجزئة المقترحة من الشركات المصنعة (MSRP) رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 52,183 دولارًا أمريكيًا، أي بزيادة 4.2% عن نفس الفترة من العام الماضي.
ويظهر ذلك أن السوق بأكمله يتجه نحو السيارات الأغلى سعرًا، خصوصًا مع التوسع في الطرازات الفاخرة والكهربائية.
وكشفت بيانات KBB أن السيارات الكهربائية شكّلت نحو 11.6% من إجمالي المبيعات خلال سبتمبر، وهو أعلى معدل على الإطلاق، مع متوسط سعر بيع يبلغ 58,124 دولارًا للسيارة الواحدة.
غير أن الخبراء حذروا من احتمال تراجع المبيعات بعد إلغاء الإعفاءات الضريبية على السيارات النظيفة، رغم أن بعض الشركات قدمت حوافز مالية سخية لتعويض هذا الأثر.
وأنفقت شركات السيارات 7.4% من متوسط أسعار المعاملات على الحوافز، بما يعادل نحو 3,700 دولار أمريكي لكل سيارة، وهو أعلى معدل منذ بداية العام.
ورغم ذلك، لم يكن هذا كافيًا لتهدئة الأسعار أو كبح ارتفاع متوسط تكلفة الشراء، ما يدل على استمرار الضغط السعري في السوق.
وفي تصنيف الشركات حسب متوسط الأسعار، جاءت مجموعة تاتا، المالكة لعلامتي جاكوار ولاند روفر، في الصدارة بمتوسط سعر بلغ 102,096 دولارًا، تلتها مرسيدس بـ 75,700 دولار، ثم بي إم دبليو بـ 69,924 دولارًا.
أما من ناحية الأسعار الأقل، فقد احتلت سوبارو المركز الأول بمتوسط 36,092 دولارًا، متفوقة بفارق طفيف على تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي الذي بلغ 36,547 دولارًا.
وقال محلل السوق كيتينج في تعليقه على التقرير إن “قصة التسعير في سبتمبر كانت مدفوعة في الأساس بمزيج قوي من السيارات الكهربائية والفئات الأعلى تجهيزًا”، مضيفًا أن ذلك دفع متوسط الأسعار إلى منطقة جديدة وغير مسبوقة.
وأشار أيضًا إلى أن الرسوم الجمركية وتكاليف التوريد أضافت مزيدًا من الضغط على الأسعار، ما يجعل الانخفاض في المدى القريب أمرًا مستبعدًا.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري
تعليقات