يتجه إعصار ميلتون نحو الساحل الغربي لولاية فلوريدا تصاحبه رياحا قوية تهدد بهدم المنازل، مما ينذر بإطلاق فيضانات تحدث مرة واحدة في القرن عبر بعض أسرع المقاطعات نموا في الولاية.
وانخفضت سرعة رياح إعصار ميلتون قليلا لتصل إلى 155 ميلا (250 كيلومترا) في الساعة، مما يجعلها من الفئة الرابعة على مقياس سافير- سيمبسون المكون من خمس درجات، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء.
أصبح “موسم” العواصف المعتاد يتغير، حيث إن ارتفاع درجة حرارة المناخ يخلق ظروفاً مواتية للعواصف في عدد أكبر من أشهر العام.
كما أن الأعاصير تضرب اليابسة في مناطق بعيدة كل البعد عن المعدلات التاريخية.
في الولايات المتحدة، تشهد فلوريدا أكبر عدد من الأعاصير التي تضرب اليابسة، حيث ضربتها أكثر من 120 عاصفة مباشرة منذ عام 1851، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، وصلت بعض العواصف إلى ذروتها ووصلت إلى اليابسة في مناطق أبعد إلى الشمال مقارنة بالماضي.
وقال أليسون وينج، عالم الغلاف الجوي بجامعة ولاية فلوريدا، إن هذا الاتجاه مثير للقلق بالنسبة للمدن الواقعة في خطوط العرض المتوسطة مثل نيويورك وبوسطن وبكين وطوكيو، حيث “البنية التحتية غير مهيأة” لمثل هذه العواصف.
كان إعصار ساندي، على الرغم من كونه عاصفة من الفئة الأولى فقط، رابع أكثر الأعاصير تكلفة على الإطلاق في الولايات المتحدة، حيث تسبب في خسائر بلغت 81 مليار دولار عندما ضرب الساحل الشمالي الشرقي في عام 2012.
أما بالنسبة للتوقيت، فإن نشاط الأعاصير شائع في أمريكا الشمالية من يونيو إلى نوفمبر، ويبلغ ذروته في سبتمبر – بعد تراكم ظروف المياه الدافئة في الصيف.
ومع ذلك، فإن العواصف الأولى التي تحمل أسماء والتي تصل إلى اليابسة في الولايات المتحدة تفعل ذلك الآن قبل أكثر من ثلاثة أسابيع من وقت وصولها في عام 1900، مما يدفع بداية الموسم إلى شهر مايو، وفقًا لدراسة نشرت في أغسطس في مجلة Nature Communications.
كان الإعصار بيريل، الذي تشكل في المحيط الأطلسي في يونيو، أقدم عاصفة من الفئة الخامسة على الإطلاق.
ويبدو أن الاتجاه نفسه يتكرر في خليج البنغال في آسيا، حيث بدأت الأعاصير تتشكل منذ عام 2013 في وقت أبكر من المعتاد – في أبريل ومايو – قبل موسم الرياح الموسمية الصيفية، وفقًا لدراسة أجريت في نوفمبر 2021 في مجلة Scientific Reports.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية
