إضراب أمام مكتب DeepMind وAnthropic للمطالبة بوقف تطوير الذكاء الاصطناعى

شهدت لندن وواشنطن احتجاجًا لافتًا، حيث دخل ناشطان في إضراب مفتوح عن الطعام أمام مقري Google DeepMind في بريطانيا وAnthropic في الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى الضغط على شركات التكنولوجيا للتوقف عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، التي يعتبرها الناشطان “سباقًا خطيرًا” يهدد مستقبل المجتمع.
إضراب طويل المدى
أحد المحتجين، جيدو رايشستاتر (45 عامًا)، أعلن أنه لم يتناول الطعام منذ أكثر من أسبوع، مؤكّدًا أنه سيواصل إضرابه حتى تتجاوب شركة Anthropic مع مطالبه، وفي رسالة نشرها عبر منتدى LessWrong، دعا الشركة إلى “التوقف الفوري عن الأفعال المتهورة التي تضر بالمجتمع والعمل على معالجة الأضرار التي تسببت فيها بالفعل”.
رايشستاتر توجه شخصيًا في أول أيام احتجاجه لتسليم رسالة إلى داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، يطالبه فيها بوقف تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة كليًا، وأوضح أنه سيكتفي خلال فترة الإضراب بالماء والفيتامينات والمعادن للحفاظ على استمراره.
تحذيرات عالمية من مخاطر الذكاء الاصطناعي
يأتي هذا التحرك في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية من آثار الذكاء الاصطناعي، فقد صرّح العالم جيفري هينتون، أحد رواد هذا المجال، بأن بعض قادة شركات التكنولوجيا لا يتعاملون بشفافية مع المخاطر، بينما حذّر داريو أمودي نفسه في وقت سابق من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان نصف الوظائف المكتبية المبتدئة خلال السنوات الخمس المقبلة.
خلفية نضالية ممتدة
رايشستاتر ليس غريبًا عن النشاط الحقوقي، إذ خاض عام 2022 إضرابًا عن الطعام استمر 15 يومًا في ميامي للفت الانتباه إلى أزمة المناخ، كما أسس حملة بعنوان “أوقفوا الذكاء الاصطناعي” (Stop AI) التي تدعو لحظر تطوير ما يُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي الفائق”، وسبق أن اعتُقل بعد أن قام بإغلاق أبواب مقر شركة OpenAI في سان فرانسيسكو بالسلاسل، ولا يزال يواجه محاكمة في تلك القضية.
انضمام ناشطين آخرين
إضرابه شجع آخرين على المشاركة، إذ أعلن مايكل ترازي (29 عامًا)، وهو باحث سابق في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي من فرنسا، دخوله في إضراب عن الطعام أمام مقر DeepMind في لندن، وأوضح أنه يسعى للحصول على التزام علني من الرئيس التنفيذي ديميس هاسابيس بعدم إطلاق أي نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة جديدة إذا وافقت بقية الشركات الكبرى على التوقف أيضًا.
ترازي، الذي درس علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي في باريس وعمل لاحقًا في معهد مستقبل الإنسانية بجامعة أوكسفورد قبل إغلاقه، أكد أن الضغط الشعبي على التنفيذيين قد يكون مفتاحًا لتحقيق تغيير حقيقي.
قضية مرشحة للتصعيد
وبينما يزداد الجدل حول أخطار الذكاء الاصطناعي عالميًا، يرى مراقبون أن مثل هذه الاحتجاجات قد تفتح الباب أمام موجة أكبر من الضغوط الشعبية والسياسية لإلزام الشركات الكبرى بإبطاء سباق تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
نقلاً عن : اليوم السابع
تعليقات