إرشادات لنجاح زراعة العتر البلدي وتحقيق أعلى إنتاج من الزيت العطري

إرشادات لنجاح زراعة العتر البلدي وتحقيق أعلى إنتاج من الزيت العطري

يُعد العتر البلدي من النباتات العشبية المعمرة، المستديمة الخضرة، والتي تتميز بغزارة التفريع، ما يجعله من المحاصيل العطرية ذات القيمة الاقتصادية العالية, ويؤثر الموقع والتربة وطرق الزراعة بشكل مباشر على جودة النبات وكميات الزيت المستخرج منه. وتوضح وزارة الزراعة عدداً من الخطوات الفنية الدقيقة الواجب اتباعها لتحقيق أعلى إنتاج من العشب والزيت، خاصة في ظل الطلب المتزايد على المحاصيل الطبية والعطرية في الأسواق المحلية والعالمية.

العتر البلدي نبات عشبي معمر، يتميز بقدرته على النمو طوال العام، خاصة عند زراعته في أماكن تتعرض لأشعة الشمس المباشرة، حيث يساعد الضوء القوي على تكوين عشب كثيف وزيادة محتوى النبات من الزيوت الطيارة، مقارنةً بالنباتات التي تنمو في الظل.

ويُفضل لزراعته استخدام تربة صفراء خفيفة وخصبة جيدة الصرف والتهوية، مع إمكانية زراعته أيضًا في الأراضي الرملية شريطة احتوائها على نسبة جيدة من المادة العضوية وخلوها من الأملاح.

وللحصول على محصول وفير من العشب والزيت، يجب اتباع خطوات فنية دقيقة تبدأ بـ:
اختيار العقل الخضرية بطول 20–25 سم في التربة الرملية، و10–15 سم في التربة الطينية، بسمك يتراوح بين 0.5 و1 سم. تُفضل العقل الطرفية وتُترك عليها 3–4 أوراق، على أن تحتوي على 4 عيون, كما يُوصى بترك النباتات الأم دون تقليم لمدة شهر على الأقل قبل أخذ العقل.

معاملة العقل قبل الزراعة

تُوضع في حزم (كل 100 عقلة)، وتُنقع في محلول مبيد فطري (ريزولكس أو مونكت) بتركيز 3 جم/لتر لمدة 15 دقيقة، ثم تُغمر قواعدها في محلول حمض الإندول بيوتيريك أسيد (هرمون تجذير) بتركيز 2000 جزء في المليون لمدة نصف دقيقة.

يُراعى تطهير الأدوات المستخدمة في إعداد العقل، مثل المحشات والمقصات، بوضعها في محلول كلوروكس بنسبة 1:1 كل نصف ساعة.
يُفضل زراعة العتر في العروة الشتوية من أكتوبر حتى أول ديسمبر.

ومن الممارسات التي أثبتت كفاءة عالية، زراعة الثوم على الريشتين قبل زراعة عقل العتر، ابتداءً من منتصف سبتمبر، على مسافة 10 سم. وتُزرع العقل بعد ذلك على الريشة المواجهة للشمس، بمسافة 25 سم في الأراضي الرملية و35 سم في الطينية، مع ظهور 1–2 برعم فوق سطح التربة.

ويعود الجمع بين زراعة العتر والثوم إلى ثلاث فوائد رئيسية:

حماية عقل العتر من الإصابة بالأعفان وزيادة معدل نجاح الزراعة.
تقليل نمو بذور الهالوك الطفيلية الضارة بجذور العتر.
تحقيق عائد مضاعف من نفس الأرض بزراعة محصولين: الثوم أولاً، ثم العتر للزيت.
وفي حال عدم زراعة الثوم، يجب تطهير العقل جيدًا، مع رش النباتات بمبيد فطري لأعفان الجذور مرة شهريًا، خاصة في بداية الزراعة وأثناء شهور الشتاء.

 الري:

تُروى العقل رية خفيفة بعد الزراعة بأسبوع.
في الأراضي الطينية: يتم الري أسبوعيًا صيفًا، وكل أسبوعين شتاءً.
في الأراضي الرملية التي تُروى بالرش: تروى لمدة ساعتين قبل الزراعة، ثم ساعة يوميًا لمدة 10 أيام، وبعد نجاح العقل يتم الري كل 2–3 أيام صيفًا، وكل 5 أيام شتاءً.
في حالة الري بالتنقيط يُطبق النظام ذاته.

 التسميد:

أثناء تجهيز الأرض: 200 كجم/فدان سوبر فوسفات الكالسيوم.
بعد شهر من الزراعة: 100 كجم/فدان سلفات نشادر + 50 كجم/فدان سلفات بوتاسيوم.
في شهري مارس أو إبريل: 250 كجم/فدان سلفات نشادر + 100 كجم/فدان سلفات بوتاسيوم تُضاف على ثلاث دفعات تفصل بينها أسبوعان.

باتباع هذه الإرشادات الفنية المتكاملة، يمكن للمزارعين ضمان نجاح زراعة العتر البلدي وتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من العشب والزيوت الطيارة، بما يسهم في رفع العائد الاقتصادي وتعزيز الاستفادة من المحاصيل العطرية والطبية.

نقلاً عن : اجري نيوز

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.