أموريم يقود يونايتد على طريقة مدرب الهلال

أموريم يقود يونايتد على طريقة مدرب الهلال

قبل 20 عامًا خطف جوزيه مورينيو الأضواء.. الآن، ينتقل روبن أموريم من البرتغال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مع نادي مانشستر يونايتد، حاملاً تكهنات تتوقّع ارتقاءه إلى مصاف أبرز المدرّبين في أوروبا.
كان مورينيو بعمر الـ 41 عندما غادر أسوار بورتو متجهًا صوب ستامفورد بريدج، قلعة تشيلسي، الذي ترك بصمة دامغة في كرة القدم الإنجليزية، بعدما استحوذ عليه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش. والآن حان الدور على أموريم «39 عامًا» الذي خلف الهولندي إريك تن هاج المقال من منصبه بسبب سوء النتائج، علمًا أن اسمه ارتبط سابقًا بتدريب ليفربول الإنجليزي بعد رحيل الألماني يورجن كلوب.
واللافت أن أموريم المعروف عن فرقه اللعب الاستعراضي، دخل عالم التدريب بعد دورة سريعة في يونايتد، تحديدًا قبل ستة أعوام تحت إشراف مورينيو مدرب «الشياطين الحمر» السابق.
لكن لم يكن أموريم هو الوحيد الذي سار على خطى مورينيو فقد سبقه آخرون ومنهم أندريه فيلاس بواش الذي أخفق في ترجمة التوقعات، بعد أن قدم من بورتو إلى تشيلسي في 2011. لكن كل المعطيات تشير إلى أن أموريم سيكون مميزًا، على غرار اللقب الذي أطلقه مورينيو على نفسه في 2004.
«لا أعرف ما إذا سأكون جيدًا أم سيئًا، لكن هذا ما سأكون عليه»، حسب ما قال أموريم لموقع «تريبونا إكسبرسو» في 2017، مؤكّدًا خطته للانتقال إلى التدريب.
صنع أموريم اسمًا تدريبيًا مع سبورتينج، بيد أنه لمع لاعبًا في صفوف غريم العاصمة بنفيكا، النادي الذي شجّعه منذ كان طفلًا والذي يحمل عضويته منذ نعومة أظفاره.
وقال في المقابلة عينها: «أرى نفسي مدربًا لبنفيكا، أو أحد أكبر الأندية في العالم. الوقت وحده سيخبرنا وسأحتاج لكثيرٍ من الحظ».
بدأ أموريم مسيرته لاعبًا مع بيلينينسيش، الفريق المتواضع في بيليم، إحدى ضواحي لشبونة المشهورة بفطائر الكسترد.. لعب هناك تحت إشراف جورجي جيسوس، المدرّب الحالي للهلال السعودي، فأسهم بحلوله خامسًا في الدوري وبلوغ نهائي مسابقة الكأس 2007.
في 2008، انضمّ إلى بنفيكا، فاتّحد بعدها بعام مع جيزوس مجددًا. لعب أموريم غالبًا في مركز الظهير الأيمن، بفريق ضمّ البرازيلي دافيد لويز، والأرجنتيني أنخل دي ماريا، وخطف اللقب.
في الموسم التالي عانى أموريم من إصابة في ركبته، احتاج بعدها لإعارة طويلة في صفوف براجا كي يستعيد مستواه، ويعيد إطلاق مسيرته، فعاد إلى بنفيكا، مع جيسوس، موسم 2013ـ2014. لكنه لعب غالبًا هذه المرّة في خط الوسط، فتألق وأحرز ثلاثية محلية وبلغ نهائي الدوري الأوروبي «يوروبا ليج»، وخسر بركلات الترجيح أمام إشبيلية الإسباني.
لكن أموريم لم يصبح لاعبًا عالميًا من الطراز الرفيع بسبب الإصابة، فأنهى مسيرته الاحترافية معارًا في صفوف الوكرة القطري في 2016، وهو في سن 32 عامًا.
وصف أموريم مواطنه مورينيو بأنه مرجعه، لكنه يقرّ بأن جيسوس ترك بصمة لديه أكثر من أي مدرّب آخر، إذ لعب تحت إشرافه سبعة أعوام. يتذكّر أموريم «هذا مضحك، لأني واجهت مشكلات عديدة مع جيسوس، على غرار لاعبين آخرين، لأن جيزوس يرهقك.. فهو يسعى إلى الكمال حقًا. عملت معه فترة طويلة، ومن الواضح أن ما أطلبه من اللاعبين يشبهه تمامًا، لكني لن أكون مدربًا مثله، لأن أسلوبينا مختلفان تمامًا».
أموريم الذي حمل ألوان البرتغال في كأسي عالم، بدأ التدريب في 2018 بعمر الـ 33 فقط، مع نادي كازا بيّا في لشبونة وأحرز لقب الدرجة الثالثة هناك، لكنه لم يمتلك شهادات التدريب المناسبة فترك عمله مطلع 2019.
بدأ صعوده تدريبيًا مع انتقاله إلى براجا، فتولى فريقه الرديف قبل أن ينتقل إلى الأول في ديسمبر 2019. كان براجا في منتصف الترتيب عندما تسلمه، لكنه نفّذ عملاً مميّزًا وقاده إلى لقب كأس الرابطة عام 2020 لدرجة أن سبورتينج أقدم في مارس من العام ذاته على دفع بنده الجزائي البالغ 10 ملايين يورو، وهو مبلغ خيالي لجلب مدرّب في أي بلد. مشجعو سبورتينج، الذي لم يحرز لقب الدوري منذ 2002، تحفّظوا تجاه خطوة استقدام هذا المشجع لنادي بنفيكا ليقود فريقهم.
لكن الرجل قال عند تقديمه: «أنا محترف وأنا متحمّس للفوز.. أعرف مدى عراقة هذا النادي. لعبت ضدّه. لست شخصًا يخفي ماضيه».
في أوّل موسم كامل له مع سبورتينج، أحرز اللقب وخسر مباراة واحدة، بتشكيلة ضمّت أمثال الإسباني بيدرو بورّو، جواو بالينيا وماتيوس نونيش.
أموريم الذي يحبّ اللعب بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع، وممارسة ضغط كبير على المنافس عبر الجناحين، قاد بعدها سبورتينج إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا. وحصد معه لقبًا ثانيًا في الدوري 2024، علمًا أن الفريق كان قبل قدومه أحرز لقبين فقط في آخر 38 عامًا. كما حلّ وصيفا في مسابقة الكأس أمام بورتو «1ـ2 بعد التمديد».

المصدر: صحيفة الرياضية السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *