أمجد الوكيل: مراجعة إستراتيجية الطاقة 2040 ضرورة وطنية لتعزيز دور الطاقة النووية في مزيج الكهرباء

أكد الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق وعضو الجهاز التنفيذي لمشروع الضبعة، أهمية أن تعيد مصر النظر في إستراتيجية الطاقة 2040، في ضوء التوجهات العالمية التي تدعم التوسع في الطاقة النووية باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة وأمن الإمدادات الكهربائية.
إستراتيجية الطاقة 2040
وقال الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق وعضو الجهاز التنفيذي لمشروع الضبعة، في تصريحات خاصة، إن العالم شهد خلال مؤتمر COP28 في دبي اتفاقًا بين العديد من الدول على مضاعفة قدرات الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2020، ما يؤكد أن المستقبل يتجه نحو الطاقة النظيفة والمستقرة التي تسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي وضمان استقرار الشبكات الكهربائية.
العالم شهد خلال مؤتمر COP28 في دبي اتفاقًا بين العديد من الدول على مضاعفة قدرات الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050
وأوضح الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق وعضو الجهاز التنفيذي لمشروع الضبعة، أن الطاقة النووية لم تعد مجرد وسيلة لإنتاج الكهرباء، بل أصبحت عنصرًا محوريًا في دعم الشبكات الكهربائية، خاصة في ظل التوسع المتزايد في الطاقة الشمسية والرياح، المعروفة بتقلب إنتاجها وصعوبة التنبؤ بها، مشيرًا إلى أن المفاعلات النووية توفر طاقة مستقرة تسهم في موازنة الشبكة ورفع موثوقية الإمدادات.
تثبيت أسعار الكهرباء بعيدًا عن تقلبات النفط والغاز
وأضاف الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق وعضو الجهاز التنفيذي لمشروع الضبعة، أن من أبرز مزايا الطاقة النووية أنها تساند الطاقات المتجددة، وتساعد في تثبيت أسعار الكهرباء بعيدًا عن تقلبات النفط والغاز، فضلًا عن مساهمتها الكبيرة في خفض الانبعاثات الملوثة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يتيح الحفاظ على الموارد الوطنية للأجيال المقبلة.
المفاعلات النووية توفر طاقة مستقرة تسهم في موازنة الشبكة ورفع موثوقية الإمدادات
وأشار الوكيل إلى أن للطاقة النووية بعدًا صناعيًا وتنمويًا مهمًا، إذ تمثل قاطرة للنمو الصناعي من خلال دعم الصناعات القائمة، وخلق فرص لصناعات جديدة، والمساهمة في رفع معايير الجودة والتكنولوجيا المحلية، كما تعزز من ثقة المستثمرين بالاقتصاد المصري وتعيد لمصر مكانتها الريادية في المجال النووي، كونها من أوائل الدول العربية والإفريقية التي دخلت هذا المجال منذ منتصف القرن الماضي.
وتابع أن مساهمة الطاقة النووية تمتد لتشمل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز أمن الطاقة ودعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، مؤكدًا أن التطور العالمي في مجال المفاعلات النمطية الصغيرة (SMRs) يمثل فرصة كبيرة لمصر.
وأوضح أن هذه المفاعلات تمتاز بسرعة الإنشاء، وانخفاض التكلفة الابتدائية، ومتطلبات الموقع المحدودة، بالإضافة إلى قدرتها العالية على تتبع الحمل، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للتكامل مع مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس.
واختتم الوكيل تصريحاته بالتأكيد على أن مراجعة إستراتيجية الطاقة 2040 لم تعد خيارًا، بل ضرورة وطنية تتماشى مع الاتجاهات العالمية والتطورات التكنولوجية والاحتياجات الإستراتيجية لمصر خلال المرحلة المقبلة.
المصدر : تحيا مصر
تعليقات