أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، عن مفهوم “الصناعة 5.0” خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار التي تقام حاليًا في الرياض، مشيرًا إلى أن “الصناعة 5.0” تمثل الخطوة المستقبلية الضرورية الآن لتحقيق التكامل بين البشر والآلة. لكن ما الذي يعنيه هذا المفهوم الجديد، وكيف يمكن أن يؤثر على قطاع التصنيع؟
التكامل بين البشر والآلات
وفقًا لمجلة “فوربس” التي تنقل عن هيلين كيرياكاكيس الرئيس التنفيذي لشركة Talan Americas والمتخصصة في التحول الرقمي، فإن “الصناعة 4.0” أو الثورة الصناعية الرابعة عززت مرونة الشركات وكفاءتها من خلال التكنولوجيا المتصلة وتحليل البيانات في الوقت الفعلي، وقد ساهم ذلك في تحسين العمليات وخفض التكاليف. لكن “الصناعة 5.0” أو الثورة الصناعية الخامسة، فإنها تتجاوز ذلك لتسعى إلى تحقيق التعاون والتكامل بين البشر والآلات، بهدف تمكين الأفراد من استغلال مهاراتهم بشكل كامل وتعزيز بيئة عمل أكثر أمانًا وكفاءة.
ومن هذا التعريف، يقوم مفهوم “الصناعة 5.0” على ثلاثة محاور رئيسية:
– الاستدامة بتحسين استخدام الموارد وتقليل الفاقد لتحقيق أقصى كفاءة بيئية واقتصادية ممكنة.
– المرونة بالاستعداد للتعامل مع المفاجآت، مثل الأزمات الاقتصادية أو الصحية.
– تمكين الأفراد عبر استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لدعم الموظفين بدلًا من استبدالهم.
ما تعلمناه من الجائحة
خلال جائحة كورونا، توقف أكثر من 90% من مصانع السيارات في الولايات المتحدة نتيجة نقص العمالة واضطرابات سلاسل التوريد، ما كشف عن أهمية تبني استراتيجيات مرنة. وفي كندا، تسبب نزاع عمالي في قطاع السكك الحديدية في إثارة مخاوف بشأن نقص المواد الغذائية، ما دفع الحكومة إلى التدخل السريع لتجنب أزمة محتملة.
يركز نهج “الصناعة 5.0” على تمكين الأفراد من خلال دعمهم بالتقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، ما يتيح لهم التركيز على المهام التي تضيف قيمة حقيقية. كما يسهم ذلك في خلق ثقافة عمل إيجابية تعزز الولاء والإنتاجية في الشركات.
وباختصار، فإن الثورة الصناعية 5.0 هي خطوة جديدة نحو الجمع بين التكنولوجيا والعقل البشري، لتعزيز مرونة الشركات واستدامتها. وهو تطور يسهم في خلق مؤسسات مسؤولة تؤثر إيجابيًا على المجتمع والبيئة، وفق ما ذكره وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، الذي أكد أن الاعتماد على التقنية بتطويعها لخدمة زيادة إنتاجية البشر ومساعدتهم بات مسعى ضروريًا وجادًا للسعودية، التي تتخذ كل الخطوات الممكنة لأن تصبح من أوائل الدول تبنيًا للتكامل بين الإنسان والآلة في قطاعات التصنيع وعلى رأسها التعدين.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية