أشواك الطريق 1- 4!!

أشواك الطريق 1- 4!!

د. ناهد باشطح

إعلامية ومدربة في التشافي الذاتي، بدأت الصحافة عام 1985 وحصلت على ثلاث جوائز دولية في الإعلام

فاصلة:

” اعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم” – علي بن ابي طالب رضي الله عنه –

****************

لا أظن أن أحد منا ليست لديه إشكالية في أي من علاقاته الأولية او الثانوية !!

سوف اتحدث في اربع أجزاء عن أسرار العلاقات الإنسانية في الاسرة والزواج والصداقة والعمل.

في مقالة اليوم حديثي عن علاقات الاخوان ضمن منظومة الاسرة

في قصص القران نماذج لأخوة جميلة مثل علاقة النبي “موسى” عليه السلام بأخيه “هارون” وكذلك في ارثنا التاريخي قصة طلب الصحابية “أممه بنت الحارث الكندية” من الرسول عتق أخيها من الأسر وقد استجاب لها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

كما تضمن تاريخ البشرية قصص للتنافس الاخوي الخطير والغيرة مثل قصة قتل قابيل لأخيه هابيل وقصة يوسف عليه السلام وكيد اخوته له ، وفي التاريخ الإسلامي امثلة لعداوات بين الاخوة لأجل السلطة كما في الدول الاموية والعباسية، و الحمدانية و العثمانية وغيرها

التنافس بين الاخوة ينطوي على الغيرة والتنافس اللذان يستمرا حتى مرحلة البلوغ، وينفجران في العلاقة وقت النضج ، وهذه المشاعر السلبية هي مسؤولية الوالدين اذ يشير الدكتور “محمد أبوالسعود ” إلى ان بعض الإباء يعمل -دون قصد- على زرع الكره أو الغيرة بين أبنائه، عبر المقارنات الدائمة وإشعارهم بأن أحدهم أفضل من الآخر ،كذلك الشعور بالمنافسة المستمرة بين الإخوة .

وتؤكد الدكتورة ” دينا أبوالعلا “أستاذ علم الاجتماع أن البحوث الاجتماعية والجنائية أثبتت أن أكثر من 15 في المئة من جرائم العنف الأسري سببها الغيرة بين الإخوة والأخوات.

اما في الغرب فحسب الأبحاث فإنه لا يزال 1 من كل 2 بالغين يتجادلون ويتنافسون مع إخوتهم وأخواتهم، ووفقًا لمسح أجرته المنظمة الوطنية للمرأة فإن ثلث المشاركين قالوا إنهم توقفوا عن التحدث إلى أحد أشقائهم تمامًا في مرحلة ما من حياتهم!!

و هناك ستة أسباب تجعل الأشقاء البالغين لا يتفقون هي:

1. وصية احد الوالدين لأحد الاخوة في التركة بالتفرد

فحسب بحث أجرته شركة التخطيط المالي، فإنه عندما يتشاجر الأشقاء حول المال، فإن الأمر يكون حول والديهم (68 بالمائة) وتقسيم الميراث.

2. ترتيب الميلاد وادوار الاخوة

يتوقع الآباء من الأطفال البكر اتباع القواعد ومراقبة الأشقاء كما يشعر الطفل الأوسط بالتجاهل و يشعر الأصغر سنًا كما لو أنه لا ينبغي أن يخضع لنفس المعايير .

وقد جدت دراسة أجريت عام 2023 في مجلة Family Relations أنه عندما يعامل الآباء الأشقاء دون تساوٍ، فإن علاقات الأشقاء تظهر تفاعلات أقل عاطفية وأكثر عدائية

كما كشفت إحدى الدراسات من جامعة “كورنيل” أن 70 في المائة من الأمهات في الستينيات والسبعينيات من العمر شعرن بالقرب من طفل على آخر.

3- شيخوخة الوالدين

تقول “جودي مايكينز”، مستشارة الصحة العقلية: في معظم العائلات،غالبًا ما يُمنح الطفل الأكبر مسؤولية أكبر لرعاية والديه المسنين و قد يشعر الأخ الأصغر بالاستبعاد من القرارات.

وقد أظهر تقرير الرعاية في الولايات المتحدة لعام 2020، أن غالبية مقدمي الرعاية – 61 في المائة – الذين يحجزون المواعيد الطبية ويقدمون الرعاية للوالدين هم من النساء، فالأخوات يتحملن عبئًا أكبر.

4. الغيرة

إذا شعر الأشقاء بعدم تساوي توزيع العاطفة أو الموارد الأساسية – فقد يشعرون بالمنافسة، خاصة إذا لم يكن والديهم سخيين بالعاطفة

5. مقاييس العائلات للنجاح

الطفل المنفتح، المحقق للانجازات، قد يتلقى اهتمامًا أكبر من الوالدين مقارنة بالأخ الهادئ ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التنافس بين الأشقاء.

6. الأحفاد

الأخ الذي لديه أطفال قد يقضي وقتًا أطول مع والديه مقارنة بالأخت التي ليس لديها أطفال، مما يجعل الأخت تشعر بالتجاهل.

هذه بعض الأسباب ولعل العبء في نتاج ظاهرة عداوة الاخوان تحتاج الى ادراك الوالدين استراتيجيات للتعامل مع التنافس بين الأشقاء، فان لم يفعلوا شيئا فعلى الأبناء اذا كبروا مواجهة مشاعرهم السلبية والانفتاح بوعي على التحرر منها بأي من الوسائل العلاجية لضمان علاقات متزنة .

المصادر:

صحيفة العرب ، العداوة بين الإخوة بذرة يزرعها الآباء ويحصدها الأبناء،

2021.

-Robin L.Flanigan, AARP, 6 Reasons Adult Siblings Fight, 2023

2

تم نشر هذه المقالة أشواك الطريق 1- 4!! للمرة الأولي علي الوئام.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *