يشير سوق العقود الآجلة إلى أن الارتفاع القياسي في سعر بتكوين بعد فوز دونالد ترمب بالسباق الرئاسي الأميركي، قد يكون في بدايته.
“شهدنا تحولاً فورياً نحو المخاطر في سوق المشتقات خلال الارتفاع الأخير”، وفقاً لفيتلي لوند، رئيس الأبحاث في “كي 33 ريسيرتش” (K33 Research). أضاف: “ارتفع الفارق بين سعر العقود الآجلة لبتكوين وسعرها الحالي في بورصة شيكاغو التجارية من 7% أمس إلى أكثر من 15% اليوم، بينما انتقلت العقود الآجلة الدائمة من التداول بأقل من سعرها إلى تحقيق أكبر علاوات مقارنةً بالأسعار الفورية منذ مارس”.
عقود “بتكوين” الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية تعد من الوسائل الشائعة للمستثمرين المؤسسيين في الولايات المتحدة لاقتناص الفرص في السوق الصاعدة. وكان الفرق بين سعر السوق الفوري وسعر العقود الآجلة منخفضاً قبل الانتخابات. في الوقت نفسه، تُظهر العقود الآجلة الدائمة، وهي من الخيارات الشائعة للاستثمار الأجنبي، زيادة في الطلب من خلال ارتفاع معدل التمويل، ما يشير إلى تزايد الاهتمام بالرافعة المالية.
ولاية ترمب الثانية
لأول مرة، تجاوز سعر “بتكوين” حاجز 75 ألف دولار، وسط توقعات بأن فترة رئاسة ثانية لدونالد ترمب ستأتي بسياسات وتنظيمات أكثر دعماً للعملات الرقمية. وكان سوق خيارات “بتكوين” قد حدد هدف 80 ألف دولار للعقود الآجلة التي تنتهي مدتها في أواخر نوفمبر، حتى قبل التصويت الذي جرى يوم أمس.
وقال مايكل سافاي، الشريك المؤسس لشركة التداول الكمومية “دكستيريتي كابيتال” (Dexterity Capital): “ترمب يحمل معه وعداً بتخفيف التدخل التنظيمي في الولايات المتحدة، وهو ما كان يطلبه مستثمرو العملات الرقمية في السنوات القليلة الماضية”.
في حين شهدت الصناديق المتداولة في البورصة والمدعومة من أكبر عملة رقمية عمليات سحب كبيرة يوم الإثنين، يتوقع المتداولون انعكاساً في هذا الاتجاه، وربما تدفقات إيجابية أكبر بكثير خلال ساعات التداول في الولايات المتحدة يوم الأربعاء.
تصحيح الأسعار
رأى لوند أن “ساعات التداول في أوروبا كانت هادئة نوعاً ما، لكن يبدو أن بتكوين تجد دعماً عند مستويات الذروة السابقة، وهو إشارة مشجعة لمزيد من الزخم الصعودي”. تابع: “نتوقع تدفقات قوية إلى الصناديق اليوم على خلفية ازدياد الفروق في بورصة شيكاغو (استراتيجية الاستفادة من الفروق في الأسعار) ووضوح الأمور بعد الانتخابات، وهذا من شأنه أن يدعم الأداء الجيد لبتكوين”.
مع ذلك، يُحذر بعض المتداولين من أن هذه الارتفاعات تترافق مع خطر حدوث تصحيحات في الأسعار، فعندما شهدت السوق حركةً صعودية في مارس بعد إطلاق صناديق بتكوين المتداولة، جرت عمليات بيع وشراء كبيرة.
رأى ناتانائيل كوهين، المؤسس المشارك لصندوق “إنديغو” (INDIGO)، أنه “يجب توخي الحذر من حدوث تصحيح في الأسعار عند هذه المستويات بسبب جني الأرباح، لكننا نتوقع أن الاتجاه العام خلال الفصول القليلة القادمة سيكون صعودياً”.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق