أسطورة تانيس… المدينة التي تتنفس من تحت الرمال بالشرقية

أسطورة تانيس… المدينة التي تتنفس من تحت الرمال بالشرقية

في أقصى الشرق من دلتا مصر، حيث تلتقي الرياح بعبق التاريخ، تقف صان الحجر أو تانيس كما عرفتها مصر القديمة مدينة لا تزال أسرارها حبيسة الرمال، وكأنها تختزن في باطنها ذاكرة ملوك وأحداثًا رفضت أن تبوح بها كاملة.

عبقرية الحضارة الفرعونية

لتتجلى عبقرية الحضارة الفرعونية، كأنها دفتر مفتوح لمستقبل لم يأت بعد؛ هنا، بين مسلاتها الضخمة ورؤوس تماثيلها الملكية، تتكشف فلسفة الإنسان القديم في مواجهة الحياة والموت، وفي سعيه الأبدي نحو الخلود والخلود الرمزي في حجره ومعابده.

معبد الإله آمون

ومدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية، تعد واحدة من أبرز عواصم مصر الفرعونية، وعُرفت في العصر اليوناني باسم “تانيس”؛ وقد ظلت هذه المدينة، المقامة على مساحة تقارب 500 فدان، وتضم مجموعة من المعابد العريقة، من بينها معبد الإله آمون، منذ عام 945 وحتى عام 1090 قبل الميلاد، مركز الحكم في مصر القديمة، لتصبح مقرًا للسلطة لمدة تزيد على 145 عامًا خلال فترة الأسرة الحادية والعشرين.

 قصة تانيس صان الحجر

تعود قصة “تانيس” صان الحجر إلى الزمن القديم حينما كانت تانيس إحدى أعظم العواصم في عصر الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين، مدينة يقال إنها بُنيت فوق طبقات من المدن القديمة، فاختلطت فيها الآلهة بالملوك، والقصور بالمعابد، والأحجار بالأسرار.

حين يرضى الزمان

ويحكي أهل المنطقة حتى اليوم أن تانيس مدينة “حية”؛ فهي لا تموت مثل غيرها من المدن، بل تغيّر جلدها، وتُخفي كنوزها حين تشاء، وتكشف عنها حين يرضى الزمان.

علماء المصريات

حتى علماء المصريات يرون أنها من أغنى مدن الدلتا أثريًا، إذ تحتوي على مسلات ضخمة ورؤوس تماثيل ملكية ومقابر لملوك وأمراء، بعضها نُقل إلى المتاحف، وبعضها الآخر لا يزال ينتظر من يكتشفه.

حين هجرها أهلها

لكن الأسطورة الأكثر تداولًا تقول إن تانيس قد “اختفت” ذات يوم، حين هجرها أهلها بعد الفيضانات المتتالية، فابتلعتها الأرض شيئًا فشيئًا، حتى صارت مدينة صامتة لا يسمع فيها إلا همس الريح بين أعمدة المعابد المتكسرة.

تحت ضوء القمر

ويقول سكان المنطقة إن من يزور تلّها تحت ضوء القمر قد يسمع طنينًا غامضًا، وكأنه صوت حجارة تحاول أن تتحدث أو صدى مدينة تسعى لاستعادة مجدها القديم.

مكان ذو روح خاصة 

وبينما يراها العلماء موقعًا أثريًا بالغ الأهمية، يراها أهالي القرى المجاورة مكانًا ذات روح خاصة مكانًا لا يسمح لأي أحد بأن يقترب من أسراره بسهولة، وكأن ملوكها الذين دفنوا تحت رمالها ما زالوا يحرسونها حتى اليوم.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.