أستاذ علوم سياسية لـ”الوئام”: إسرائيل قلقة من تحوّل مصر إلى طرف في صراع غزة

أستاذ علوم سياسية لـ”الوئام”: إسرائيل قلقة من تحوّل مصر إلى طرف في صراع غزة

الوئام – خاص

تبذل مصر جهودا كبيرة لوقف الحرب على غزة التي قاربت على عام، لكن جهود القاهرة في الوساطة مع قطر وأمريكا، اصطدمت بتلاعُب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وأعلنت مصر عن غضبها على لسان وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، الذي اتهم نتنياهو بإفشال المفاوضات، وقال مسؤولون إسرائيليون إن مصر رفضت استضافة اجتماع رفيع المستوى لبحث المفاوضات بشأن غزة، دعت إليه الولايات المتحدة وإسرائيل، بسبب غضبها من نتنياهو.

ونقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “مصر مررت رسائل غاضبة لإسرائيل، بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو الأسبوع الماضي، ورفضه الانسحاب من ممر فيلادلفيا”.

أول صفقة

وفي السياق، يقول الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الإسرائيلي، إن طريق المفاوضات لعقد صفقة تبادل أسرى بعد طوفان الأقصى، مر بثلاث مراحل، الأولى مفاوضات إسرائيلية مقابل حماس بشكل غير مباشر بوساطة أمريكية – مصرية – قطرية، وحدثت هدنة لمدة أسبوع وتبادل أسرى جزئي، وعادت إسرائيل لحربها على قطاع غزة ثانية، ودامت هذه المرحلة حتى بداية مايو، وكانت مزيجا من عمليات عسكرية، ومفاوضات عبر الوسطاء، أوصلت إلى تقديم مقترح مصري في الخامس من مايو، بدعم الوسطاء، تم قبوله كاملا من قيادة حماس ورفضته إسرائيل كليا.

التعنّت الإسرائيلي

ويُضيف سهيل دياب، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن المرحلة الثانية بدأت منذ مايو حتى نهاية أغسطس، وكانت الصفة المركزية للمفاوضات ليست بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنما بين إسرائيل والوسطاء الثلاثة، إذ شهدت هذه المرحلة رفض تل أبيب للمقترح المصري وبيان بايدن وقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وبالمقابل حدثت مناورات وتلاعب أمريكي تماهيا مع موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتغطية على اجتياح رفح واحتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وارتكاب مزيد من المجازر والإبادة، وفي هذه المرحلة، خاصةً بعد قبول حماس في الثاني من يوليو المقترحات المعدّلة لمسار بايدن، رفضت إسرائيل ذلك كليا، وكانت هناك زيارات مكوكية من الوسطاء مع إسرائيل بالذات، ولم تنجح هذه المباحثات في زحزحة تعنّت وتغيير موقف الإسرائيليين.

إجهاض المفاوضات

ويتابع أستاذ العلوم السياسية: “المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التمايز والنقاش بين الوسطاء الثلاثة، بينهم وبين أنفسهم، حول مَن المسؤول عن إجهاض المفاوضات والوصول إلى صفقة؟”، موضحا أن الجانبين المصري والقطري انتقدا الموقف الأمريكي بتبرئة نتنياهو وإدانة حماس، الأمر الذي أقلق الوسطاء العرب.

شروط جديدة

ويذكر دياب أن المرحلة الثالثة تضمنت وضع نتنياهو لشروط جديدة، متعلقة بالاحتفاظ باحتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح، الأمر الذي اعتبرته مصر تهديدا للأمن القومي المصري وخرقا لاتفاقية السلام ومعاهدة كامب ديفيد 1979 والبروتوكولات الأمنية، بالإضافة إلى الاغتيالات الكبرى في بيروت وطهران لفؤاد شكر وإسماعيل هنية، ما أثار غضبا شعبيا شاملا في العالم العربي، ووصل هذا الغضب لصنّاع القرار في مصر.

قلق الوسطاء

الخبير في الشأن الإسرائيلي يشير إلى أنه قبل أسبوع توالت التصريحات الأمريكية بتحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات، وآخرها تصريح جون كيربي مستشار الأمن القومي، وسط تصريحات بإمكانية تقديم مقترح أمريكي، يتم فرضه على الأطراف، مبيّنا أن هذا النهج الأمريكي الفاضح، أوصل الوسطاء العرب إلى استنتاج أن الإدارة الأمريكية ابتعدت كثيرا عن استنتاجات الوسطاء.

غضب مصري

ويرى دياب أن التصريحات الإعلامية العلنية للقيادات المصرية، بدحض أكاذيب إسرائيل، بما يتعلق بمحور فيلادلفيا وسير المفاوضات، وتغطية أمريكا للموقف الإسرائيلي، تدل على أن الوسطاء على خلاف فيما يتعلق بسير المفاوضات ومسؤولية إسرائيل عن إفشالها، كما أن الولايات المتحدة بدأت تفقد دورها الوسيط، وتحولت نهائيا إلى طرف.

ويختتم حديثه قائلا: “مصر ترسل رسالة واضحة، مفادها أن الوضع الجديد يُقلق القاهرة كثيرا، ومِن الممكن أن تجد نفسها طرفا في الصراع، وليس وسيطا، كما كانت حتى اليوم، وهذا السيناريو أكثر ما يزعج إسرائيل الآن”.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *