تعتزم أكبر شركة نفط في الإمارات العربية المتحدة توسيع نشاطها الناشئ بتجارة النفط عبر صفقة لتوريد الخام واستلام المنتجات من مصفاة تقع في منطقة الفجيرة الساحلية.
وفقاً لأشخاص مطّلعين، كانت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” تعالج شحنة واحدة على الأقل من النفط الخام في المصفاة المملوكة جزئياً لشركة تجارة النفط “مونتفورت غروب” (Montfort Group)، وتجري الشركة الإماراتية محادثات لتمديد الاتفاق ليشمل مزيداً من الشحنات، بحسب الاشخاص الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة تفاصيل الصفقة.
تعدّ هذه الخطوة أحدث مثال على سعي شركات النفط بالشرق الأوسط إلى توسيع عملياتها التجارية عبر دخول أسواق جديدة وتجربة أنماط مختلفة من التعاملات بدلاً من الاعتماد على عقود طويلة الأجل لبيع النفط الخام. وتعمل “أدنوك” ومنافستها “أرامكو” السعودية على توسيع وحداتهما بمجال تجارة النفط بهدف تحقيق أقصى قدر من الأرباح، والاقتراب من نماذج النجاح التي حققتها شركات عالمية مثل “شل” و”بي بي”.
تتعاون “أدنوك” و”مونتفورت” في توسيع اتفاقية معالجة النفط بحيث تتيح للشركة الإماراتية معالجة الخام المستورد في مصفاة الفجيرة، وبيع الوقود في السوق. وتعدّ الفجيرة، المطلة على ساحل خليج عمان بالقرب من مضيق هرمز، إحدى أكبر محطات التزود بالوقود للسفن ونقطة تخزين مهمة للتجار الذين يخزنون البضائع ويعيدون شحنها. ورفضت “أدنوك” و”مونتفورت” التعليق على الاتفاق.
فرص توسع “أدنوك”
زوّدت “أدنوك” الفجيرة بشحنة من خام “النيل السوداني”، وفقاً للمطلعين. وتعمل المصفاة، المملوكة بالشراكة بين “مونتفورت” والشيخ أحمد بن دلموك آل مكتوم، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في دبي، على معالجة خام ثقيل منخفض الكبريت وتحويله إلى وقود بحري منخفض الكبريت ومنتجات أخرى.
تتناسب هذه المصفاة مع نوعية معينة من النفط الثقيل منخفض الكبريت، والذي يقتصر توريده على عدد محدود من الدول، خصوصاً في إفريقيا، مثل “خام دار” من جنوب السودان و”دوبا” من تشاد. مع توقف شحنات “خام دار” خلال الأشهر الأخيرة بسبب اضطرابات في خطوط الأنابيب في السودان، واجهت مصفاة الفجيرة نقصاً في الإمدادات، مما أعاق عملها بكامل طاقتها، وفقاً لمطلعين على الأمر.
يتيح هذا النقص لـ”أدنوك” فرصة لتوسيع تجارتها النفطية حيث تخطط الشركة لتعزيز عمليات شراء وبيع النفط الخام والمنتجات النفطية من شركات نفط أخرى. على سبيل المثال، أبرمت “أدنوك” صفقات للحصول على النفط الخام النيجيري، وتسعى إلى عقد اتفاقيات توريد أخرى، بحسب المطلعين.
تمتلك “أدنوك” مصفاتها الخاصة في منطقة الرويس” المطلة على الخليج العربي، والتي تزود السوق المحلية بالبنزين وتصدر منتجات مثل الديزل ووقود الطائرات والنافتا إلى المشترين حول العالم.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق