الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال
هناك اعتقاد خاطئ لدى بعض الآباء والأمهات بأن الإغداق على الأبناء بمشاعر الحب من شأنه أن يفسدهم، فإلى أي مدى يمكن اعتبار هذا الاعتقاد صحيحًا؟
بدايةً، الحب هو جوهر العلاقات الإنسانية، وإذا كان الأمر كذلك؛ فالعلاقة بين الأبوين والأبناء أولى بهذه المشاعر الجميلة، والحب شرط التربية، إذ لا يمكن تصور تربية دون حب.
غير أن هذا الحب، بدايةً يجب ألا يكون مشروطًا، والأمر الثاني، أن يكون في اتجاهين لا في اتجاه واحد، بمعنى أنه ليس كافيًا أن تحب طفلك، لكن المهم أن يحبك طفلك، ويحب وجودك في البيت.
وهذا يمكن التأكد منه بشيء بسيط للغاية، وهو عند عودتك لبيتك في المساء بعد يوم عمل طويل وشاق، كيف يكون رد فعل أبنائك؟
هل يجري طفلك صوب باب البيت عندما يسمع صوت سيارتك أو صوت فتح الباب ليحتضنك ويعانقك ويقبلك؟ أم يجري على غرفته هربًا منك ورغبة في عدم رؤيتك؟
إن هذا التصرف أبسط مؤشر أو مقياس يمكنك من خلاله قياس حب طفلك لك من عدمه، غير أن الأهم أنه إذا كنت من الآباء الذين يهرب منهم أطفالهم، فلا بد من وقفة مع النفس لمحاسبتها على التقصير في العلاقة مع الأبناء، والعمل على إصلاح هذا الشرخ قبل استفحاله.
ويمكن القول، إن الحب بكل لغاته، من لمس وضم وحضن وقبلة وكلمة طيبة وهدايا جميلة ومشاركة في الألعاب والأوقات، مطلوب جدًا في تربية الأبناء، ودين الإسلام دين الوسطية والاعتدال في كل شيء، بحيث لا يصل هذا الحب لدرجة التدليل الزائد أو الحماية الزائدة فتفسد الطفل.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية