مستقبل المشهد الفلسطيني مع ترامب وهاريس

مستقبل المشهد الفلسطيني مع ترامب وهاريس

الدكتور حسن مرهج – الباحث الفلسطيني والمحاضر في كلية الجليل بالناصرة

يكثُر التساؤل بشأن أي الحزبين (الجمهوري أم الديمقراطي) في الولايات المتحدة الأمريكية أقرب فائدة للفلسطينيين، خصوصا في ظلّ اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستشهد صراعا شرسا بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس، ونظرتهما للقضية الفلسطينية.

ويبقى هناك تساؤل أكثر عمقا، يتمحور بشأن إمكانية وقوع اختلافات صارخة بين موقف كامالا وترامب من القضية الفلسطينية، وكيف سيكون لسياستهما ومواقفهما تأثير مباشر وغير مباشرٍ على الفلسطينيين وحياتهم وأمنهم ودولتهم التي يطمحون إليها.

حقيقة الأمر، لا توجد إجابة يقينية، لكن يمكننا رصد بعض المؤشّرات التي من خلالها يمكن بناء تصوّر حيال مستقبل المشهد الفلسطيني، خلال رئاسة ترامب أو هاريس. نتيجة لذلك، فإنّ البعض قد يتوقّع تغيّرا كبيرا في مواقف ترامب أو هاريس حيال القضية الفلسطينية، لكن فترة حكم ترامب ستكون لها آثار دراماتيكية على مستقبل كل دول المنطقة، بما في ذلك فلسطين.

مِن المهم التذكير بأن ترامب، وخلال فترة رئاسته السابقة، طرح تصوّرا مغايرا أطلق عليه “صفقة القرن”، حينها، اعتبر ذلك الجانب الفلسطيني ظُلما أمريكيا ودوليا للقضية الفلسطينية، وخدمة عظيمة للجانب الإسرائيلي، إذ نقل ترامب السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وأغلق المكتب الدبلوماسي للسلطة الفلسطينية في واشنطن، وأغلق القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، كذلك ركّز ترامب بنجاح على ملف التطبيع العربي الإسرائيلي، وعقد الاتفاقيات الإبراهيمية التي نتج عنها علاقات دبلوماسية بين إسرائيل و4 دول عربية.

وتضمّنت صفقة القرن “الترامبية” كذلك دعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مماثلة في حجمها لمنطقة ما قبل عام 1967، في الضفة الغربية وقطاع غزة.

بايدن أو لنقل الحزب الديمقراطي، لم يعمل على تصحيح ما فعله ترامب، ولم يقدّم بايدن، خلال فترة رئاسته، أي إنجاز يخدم القضية الفلسطينية، وحسب تقارير، فإن بايدن كان سعيدا بما فعله ترامب، وعمل على البناء عليه في مختلف الاتجاهات، والواضح أن بايدن تعامل مع الفلسطينيين كما فعل ترامب، ولم ينفّذ وعده بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وكرّس بايدن وكبار أعضاء إدارته القليل من الجهد لاستئناف عملية السلام، وغضّوا الطرف عن أعمال العنف المتزايدة في فلسطين، كذلك لم يضع حدا لعمليات بناء المستوطنات.

كما أن ترامب لا يكترث إلا لمصلحته الشخصيّة، وتحيّزه تجاه إسرائيل وضد الفلسطينيين موثّق جيدا، وبالتالي عودته إلى البيت الأبيض أعتقد أنها لن تحقّق للفلسطينيين أو قضيتهم أي جديد.

باعتقادي، الموقف الأمريكي تقليدي من القضية الفلسطينية وكذلك إسرائيل، وسواءً وصلت هاريس أو ترامب، فإنّ كليهما لن يخالف جهود أمريكا السابقة التقليدية، وسواءً فاز الحزب الجمهورى أو الديمقراطي، لا يُتوقع منح الفلسطينيين حقوقهم.

ما أُودّ الإشارة إليه، أن أي رئيس غير تقليدي لا يعترف بتوازنات القوى داخل العاصمة واشنطن، ويجهلها، ولا يتقيّد بضغوط اللوبي اليهودي، ولا يكترث بالتبرّعات المالية لكبار مموّلي الحزبين، قد يوفّر بارقة أمل للفلسطينيين.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *