الوئام – خاص
فتحت العمليات العسكرية الموسعة التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان وأدت إلى مقتل حسن نصر الله، الباب أمام العديد من السيناريوهات حول مستقبل المنطقة.
وقال الدكتور حسام الدجني أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة، أن توجه إسرائيل بات وضاحا أنه يقوم على حسم الصراع مع الفلسطينيين بدلا من إدارته عبر ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وصولاً إلى تغيير الواقع القانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية بما يحقق توجهاتهم الدينية وصولاً إلى تطبيق رؤية شمعون بيريس بالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط عبر تأسيس الشرق الأوسط الكبير.
وأضاف الدجني في تصريحات خاصة لـ” الوئام”: لم ينجح الوسطاء الدوليون والإقليميون في دفع تل أبيب للقبول بمقررات مجلس الأمن، وبمخرجات عشرات الجلسات من المفاوضات لوقف إطلاق النار، بسبب تعنت نتانياهو الذي يرى أن انحياز الغرب الأطلسي لتل أبيب لا حدود له، ما دفعه لرفض الوساطات بل ذهب نحو تصعيد متعدد الجبهات في اليمن ولبنان آخرها مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
تحالف دولي
وتابع الدجني : مشهد انسحاب الوفود من مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال خطاب نتانياهو، يعكس حجم الرفض الدولي لسياسته، وأنه سبب المشكلة في المنطقة التي تنذر بشبح الحرب الشاملة، وهو ما دفع أيضاً السعودية لتبني مبادرة تشكيل تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين، وهو جهد دبلوماسي لتعرية الموقف الإسرائيلي وانحياز واشنطن له.
سيناريو الحرب الشاملة
وتابع المحلل السياسي في تقديري أن سيناريو الحرب الشاملة هو الأكثر ترجيحاً، انطلاقاً من ثلاثة أسباب؛ أولها استعادة إسرائيل قوة ردع بعد نجاحها في مقتل إسماعيل هنية في قلب طهران وحسن نصر الله ورفاقه في قلب الضاحية وهذا يتطلب إعادة التوازن بالردع عبر توجيه ضربة قوية في مستوطنات غوش دان، وهو ما يجر لرد مقابل وتتدحرج كرة الثلج نحو تعزيز المواجهة الشاملة.
وتمثل السبب الثاني في أن الجميع بات يدرك أن الوقوف على الحياد سيمنح إسرائيل جرأة وقوة للاستمرار في مزيد من التدمير والهيمنة على العديد من العواصم العربية والإسلامية، وأن اتخاذ قرار جماعي للمواجهة قد يكون أقل كلفة من أن تترك إسرائيل تعبث في كل منطقة على حدة وسط دعم لا متناه من واشنطن.
أما السبب الثالث فهو عدم قدرة مجلس الأمن على إنفاذ قراراته يؤسس لمزيد من العنف بالمنطقة.
سيناريو التصعيد المنضبط
أما السيناريو الثاني فهو التصعيد المنضبط، وجوهر هذا السيناريو الحفاظ على قواعد اشتباك من طرف حزب الله وهذا مرجح من طرف الحزب ولكن التوجهات الإسرائيلية تضعفه عبر مزيد من القصف والاغتيال وعدم الرضوخ للجهود الدولية بوقف الحرب في غزة.
الحل الدبلوماسي
وختم بقوله : تعمل العديد من الأطراف التي تدرك تداعيات الحرب الشاملة على الخارطة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط عبر المسار الدبلوماسي على تنفيذ مقاربة سياسية لوقف إطلاق النار، وفي تقديري بعد نجاح إسرائيل في مقتل نصر الله فإن شهية تل أبيب تجاوزت كافة الحلول الدبلوماسية ومن الصعب بعد كل هذه الخسائر أن تنجح تلك الجهود.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية