الوئام – خاص
يدفع مقتل حسن نصر الله باتجاه العديد من التغييرات العميقة على المشهد السياسي والأمني في لبنان والمنطقة، نظراً لتشابك المصالح والتحالفات الإقليمية والدولية في ظل تطورات الأوضاع في الداخل اللبناني.
نقطة تحول كبرى
وأكد إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، بألمانيا، أن مقتل حسن نصر الله سيشكل نقطة تحول كبرى في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي، مشيرًا إلى أن السيناريوهات الأكثر احتمالاً تتراوح بين التصعيد العسكري والأمني، والتوترات الداخلية في لبنان، إلى التدخلات الإقليمية والدولية، وعلى الرغم من أن السلام قد يكون خياراً مطروحاً في مرحلة ما بعد نصر الله، إلا أن الطريق لتحقيقه سيكون محفوفاً بالعقبات والتوترات، خاصة في ظل تعقيد الأوضاع الإقليمية والمحلية.
التصعيد الأمني والعسكري
وأضاف “كابان” في تصريحات خاصة لـ”الوئام” أن حزب الله ليس مجرد تنظيم سياسي بل هو ميليشيا عسكرية، وقادته يُعتبرون رموزاً لما تسمى بالمقاومة ضد إسرائيل وحلفائها، ومن المتوقع أن يقوم الحزب بردود فعل عنيفة، سواء من خلال عمليات عسكرية ضد إسرائيل، كما أن الحزب قد يستخدم هذا الحدث لتوحيد صفوفه وزيادة التأييد الشعبي له، ويصور نفسه كضحية لمحاولات خارجية تستهدف المقاومة.
ولفت إلى أن مقتل نصر الله قد يؤدي إلى توترات داخلية بين الأحزاب والطوائف في لبنان، فحزب الله يمتلك تأثيراً سياسياً وأمنياً كبيراً في لبنان، ويملك حلفاء أقوياء في الداخل مثل حركة أمل والتيار الوطني الحر، وغياب نصر الله يمكن أن يفتح المجال أمام صراعات على القيادة داخل الحزب، أو محاولات من قوى أخرى لسد الفراغ السياسي.
التدخلات الإقليمية والدولية
وتابع المحلل السياسي: إيران هي الداعم الأساسي لميليشيا حزب الله، وسيكون من غير المرجح أن تقف مكتوفة الأيدي في حال مقتل نصر الله، طبعاً إذا لم تكن هناك مساومات مع القوى الغربية في ملفات تتعلق بالنووي والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها إيران إلى جانب العقوبات الأممية، وأرجح عدم تسرع إيراني في الدخول بمواجهات مباشرة مع إسرائيل، مشيرًا إلى احتمالية سعي إيران لدعم قيادات جديدة داخل الحزب أو حتى زيادة تدخلها في لبنان للحفاظ على مصالحها، وهذا قد يترافق مع توترات إقليمية أوسع تشمل سوريا، العراق، وربما اليمن.
إمكانية السلام أو التسوية السياسية
وأشار كابان إلى أنه على الرغم من السيناريوهات التصعيدية، فإن مقتل نصر الله قد يُنظر إليه من قبل البعض على أنه فرصة لفتح باب الحوار الداخلي في لبنان، فبعض الأطراف اللبنانية، سواء كانت سياسية أو دينية، قد تدفع باتجاه تسوية سياسية شاملة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وإعادة التوازن بين القوى السياسية.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية