لم يعد هناك مكان آمن، فكل مدن الضفة الغربية باتت محاصرة بالحرب بين غارات واقتحامات والاعتقالات وقطع للكهرباء والاتصالات.
وبات شوارع الضفة، التي كانت تحصل على الأقل على الخدمات الأساسية حتى وقت قريب قبل أن تتحول إليها دفة العنف، لتتشهد حربا مصغرة من غزة.
مداهمات متزامنة
وداهم الجيش الإسرائيلي بشكل متزامن 4 مدن فلسطينية على الأقل بالضفة الغربية، وهي جنين وطولكرم ونابلس وطوباس، إضافة إلى مخيمات قريبة للاجئين.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إنه تمّ إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى جنين، ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات مسلحة في مخيم اللاجئين في المدينة، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “قوات كبيرة” دخلت المدينة.
وانقطع التيار الكهربائي والانترنت عن أجزاء واسعة من مدينة جنين ومخيمها.
وأكدت مصادر محلية انقطاع التيار الكهربائي والانترنت عن جزء كبير من مدينة جنين وعن المخيم، بعد أن استهدفت القوات الإسرائيلية خط إمداد الكهرباء الوحيد في المخيم.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن القوات الإسرائيلية دخلت مستشفى في جنين، ومنعت الوصول إلى مستشفيين في طولكرم، فيما ركزت العمليات العسكرية الإسرائيلية في نابلس على مخيمين للاجئين هناك.
واقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة نابلس، بعدة آليات مرت عبر حاجز المربعة جنوب المدينة، وتمركزت في منطقة نابلس الجديدة، ومن ثم تحركت باتجاه حي رفيديا، وداهم جنود الاحتلال إحدى البنايات.
وفي الخليل، اقتحمت القوات الإسرائيلية، فجر الخميس، مخيم العروب شمال الخليل، فيما ذكرت مصادر محلية أن عدداً كبيراً من آليات الاحتلال اقتحمت العروب وانتشرت في عدة أحياء وجابت شوارع وأزقة في المخيم.
غارات وانفجارات
وفي مخيم الفارعة بالقرب من طوباس، أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح قيل إنها جراء غارة إسرائيلية بطائرة دون طيار، كما داهمت القوات الإسرائيلية منشأة طبية تابعة للهلال الأحمر هناك.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن 9 فلسطينيين قتلوا ووصفهم على أنهم “إرهابيون مسلحون”.
داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس، عددا كبيرا من منازل المواطنين في مخيم نور شمس شرق طولكرم.
وأكدت مصادر محلية أن جنود الاحتلال داهموا عددا كبيرا من منازل المواطنين في نور شمس، وفتشوها وعاثوا فيها خرابا وفسادا.
تبرير إسرائيلي
ولتبرير العدوان قال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن “الجيش يعمل بكامل قوته منذ الليلة الماضية، في مخيمي جنين وطولكرم للاجئين لتفكيك البنى التحتية الإرهابية الإيرانية المقامة هناك”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني إن القوات في جنين وطولكرم تنفذ “عمليات موجهة استخباراتية لمكافحة الإرهاب” لمنع الهجمات على المدنيين.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تقوم إسرائيل بعمليات عسكرية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، كل يوم تقريباً.
دعوات تهجير
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، دعا، الأربعاء، إسرائيل إلى النظر في نقل الفلسطينيين مؤقتا كجزء من عملية كبرى لمكافحة الإرهاب في شمال الضفة الغربية شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية في أعقاب محاولة التفجير الانتحاري الأسبوع الماضي في تل أبيب.
وقال دبلوماسي إسرائيلي كبير في تغريدة على تويتر: “نحن بحاجة إلى التعامل مع التهديد [الإرهابي] تمامًا كما نتعامل مع البنية التحتية للإرهاب في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للمدنيين الفلسطينيين وأي خطوة أخرى ضرورية”، واصفًا العملية بأنها “حرب بكل معنى الكلمة”.
وأوضح كاتس أن قوات الاحتلال العاملة في جنين وطولكرم ومناطق أخرى تعمل على تفكيك شبكة إرهابية مدعومة من إيران يتم بناؤها في الضفة الغربية.
وقال نتنياهو في تغريدة على تويتر: “إيران تعمل على إنشاء جبهة إرهابية ضد إسرائيل في الضفة الغربية، وفقا للنموذج الذي استخدمته في لبنان وغزة، من خلال تمويل وتسليح الإرهابيين وتهريب الأسلحة المتطورة من الأردن”.
وبدا أن وزير الزراعة آفي ديختر يؤيد كاتس، حيث قال لإذاعة الجيش: “إذا كان علينا إجلاء الناس من أجل الحفاظ على سلامة جنودنا، فسيتم إجلاؤهم. لن يتم إرسالهم إلى الخارج – بل يتم إجلاؤهم وبعد ذلك سيعودون إلى ديارهم”.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية