تخيل كوكبا مشابها للأرض حيث يحاول العلماء تحديد ما إذا كان بإمكانه دعم الحياة.
وأحد العوامل المهمة التي يأخذونها في الاعتبار هو “المنطقة الصالحة للسكن”، وهي المنطقة المحيطة بالنجم حيث تكون درجة الحرارة مناسبة تماما لوجود الماء السائل.
ومع ذلك، فإن هذا المصطلح واسع جدا، ومع اكتشافنا المزيد عن الكواكب خارج نظامنا الشمسي، والمعروفة بالكواكب الخارجية، يجد الباحثون أن تعريف “الصالحة للسكن” يحتاج إلى مزيد من الدقة.
على سبيل المثال، تخيل كوكبا صخريا صحراويا بدون نباتات، فالسطح ساطع ويعكس الكثير من ضوء النجم إلى الفضاء، مما يجعل الكوكب أكثر برودة، والآن، دعنا نقول إن هذا الكوكب نفسه بدأ في تطوير الحياة النباتية، مثل الأراضي العشبية والغابات، وهذه النباتات أغمق من السطح العاري وتمتص المزيد من ضوء الشمس، مما يعني أن الكوكب سيصبح أكثر دفئا، ويمكن لهذا التغيير في الواقع توسيع المنطقة الصالحة للسكن، مما يجعل المزيد من المناطق على الكوكب مناسبة للحياة.
وهذا المفهوم مشابه لما يحدث على الأرض، حيث يعكس سطح الأرض حوالي 30% من ضوء الشمس الذي يتلقاه، ولكن يمكن أن يتغير هذا اعتمادا على كمية الجليد والماء والنباتات الموجودة، ويمكن أن يؤدي وجود النباتات، وخاصة في الغابات الكبيرة، إلى خفض انعكاسية الكوكب (الانعكاس) وتدفئة المناخ، مما قد يجعل المناطق غير الصالحة للسكن سابقا أكثر ملاءمة للحياة.
وفي دراسة حديثة نشرت بدورية “الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية”، استكشف الباحثون من المرصد الفلكي في تريستي بإيطاليا، كيف يمكن لأنواع مختلفة من النباتات، مثل الأراضي العشبية والغابات، أن تؤثر على المناخ وتوسع المنطقة الصالحة للسكن على الكواكب الخارجية، ووجدوا أنه إذا كان الكوكب مغطى في الغالب بالغابات، فإن تأثير الاحترار يكون أقوى، مما قد يجعل المزيد من المناطق صالحة للسكن، ومع ذلك، إذا كانت الأراضي العشبية تهيمن، فإن التأثير يكون أضعف لأن العشب يعكس المزيد من ضوء الشمس.
ويقول الباحثون إن “هذا البحث يشبه اتخاذ الخطوات الأولى في فهم لغز معقد للغاية، ففي حين تم النظر في عدد قليل فقط من أنواع النباتات ولم تأخذ في الاعتبار تفاصيل مهمة أخرى مثل توفر المياه أو الظروف الجوية، فإنها تفتح الباب لفهم أفضل لكيفية ازدهار الحياة على كواكب أخرى”.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA==
جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية