علاقة خاصة تربط بين أمريكا وبريطانيا، تحمل عنوان “التحالف الوثيق”، لكنها أيضا تتقلب حسب الكيمياء بين قائدي البلدين.
ووسط الترقب لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يسعى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي تولى منصبه في يوليو/تموز الماضي، لتحصين حكومته الجديدة، وذلك وفقا لما طالعته “العين الإخبارية” في صحيفة “تلغراف” البريطانية.
واعتبرت الصحيفة، أن سباق البيت الأبيض غير المحسوم، هو السر وراء توقف التعيينات في بعض المناصب الهامة مثل إلغاء تعيين الجنرال البارز جوين جينكينز، مستشارا للأمن القومي.
وأثار قرار ستارمر غضبا في الأوساط العسكرية، لكنه يتوافق مع طريقة عمل رئيس الوزراء الذي يسعى دائما إلى إحاطة نفسه بالموالين وذلك منذ توليه زعامة حزب العمال.
وتقول بعض التقارير إن “إلغاء تعيين جينكينز جاء بسبب فشله في نقل أدلة على عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء في أفغانستان إلى الشرطة العسكرية”.
ويريد ستارمر، تعيين شخصية موالية سياسيا في هذا المنصب الحساس في الحكومة.
أسماء مطروحة
ومن بين الأسماء المطروحة حاليا اللورد ماندلسون الذي شغل العديد من مناصب مجلس الوزراء خلال مسيرته البرلمانية وهناك أيضا وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند.
وقال هاميش دي بريتون غوردون، قائد وحدة الدبابات البريطانية المتقاعد وخبير في الحرب الكيميائية والبيولوجية والنووية، إن جنكيننز “مناسب بشكل مثالي ومؤهل” لمنصب مستشار الأمن القومي.
وأضاف أنه “مع احتمال التصعيد في أوكرانيا لتتحول إلى حرب أوروبية، فيجب أن يكون الدفاع والأمن في هذا البلد هو الأولوية”.
والأسبوع الماضي رفض ستارمر أن يكشف عن سبب إلغاء تعيين جينكينز، مكتفيا بالإشارة إلى أنه “ستكون هناك عملية مفتوحة وشفافة للعثور على مستشار أمن جديد”.
علاقات “شخصية”
ويرى الخبراء أن ستارمر حذر من المضاعفات الدبلوماسية المحتملة لعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الأمر الذي قد يدفع رئيس الوزراء البريطاني إلى تأخير قراره النهائي حول مستشار الأمن القومي لما بعد الانتخابات في الولايات المتحدة.
وأبدى ستارمر حرصه على إعادة ضبط العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، لكنه غير متأكد من الشخص الذي سيتعامل معه في البيت الأبيض خلال الجزء الأكبر من ولايته.
وأكدت الحكومة أكثر من مرة أن لندن ستتعامل مع الفائز في الانتخابات الأمريكية أيا كان.
لكن التعاون بين الرئيس الأمريكي الأسبق الجمهوري جورج بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني العمالي توني بلير مثالا واضحا على أن العلاقات بين البلدين تحكمها العلاقات الشخصية أكثر من التقارب الأيديولوجي.
وحزب العمال يملك صلات قوية بالحزب الديمقراطي ومرشحته كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، خاصة وأن البعض يربط بينها وبين ستارمر، لأن كلا منهما مدع عام سابق وعد الناخبين بأنه يمكنهم الثقة به لوضع البلد فوق الحزب.
وشارك في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الشهر الماضي بعض الشخصيات العمالية مثل مورغان مكسويني الاستراتيجي السياسي لحزب العمال وعدد من النواب العماليين.
ويبدو أن حزب العمال يحرص على الانتظار ومعرفة ما يحدث في الولايات المتحدة قبل اتخاذ القرارات بشأن عدد من المناصب الرئيسية، بما في ذلك مستشار الأمن القومي وسفير المملكة المتحدة في واشنطن، وفق غارديان.
ويأتي ذلك كجزء من المشاورات الأوسع بين الحكومات الأوروبية حول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وضمان استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا إذا فاز ترامب بولاية رئاسية ثانية.
ويرى دي بريتون جوردون، أنه من الغريب في هذا الظرف أن يبقى منصب مستشار الأمن القومي فارغا لأنه يجب أن يخطط ستارمر للدفاع والأمن في حالة غياب الدعم الساحق الذي كان من المعتاد أن تقدمه الولايات المتحدة.
ويتشارك الكثيرون في أوروبا، المخاوف من عودة ترامب وأجندته للأمن. وقال مصدر كبير في حلف “الناتو”، لـ”غارديان”، “علينا أن نعزز الدفاع الأوروبي بغض النظر عمن سيفوز.. ليس فقط أن نستيقظ في نوفمبر/تشرين الثاني دون ترامب كرئيس وستكون المشكلة برمتها انتهت”.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية