سياسي سوداني لـ”الوئام”: العالم صمت على كارثة بلادنا نتيجة الحملات المضللة

سياسي سوداني لـ”الوئام”: العالم صمت على كارثة بلادنا نتيجة الحملات المضللة

الوئام – خاص

بعد 500 يومٍ من القتال في السودان، ما زالت الأوضاع مأساوية على جميع المستويات، وخلَّفت الحرب آلاف القتلى، إلى جانب خسائر اقتصادية، قدِّرت بمئات المليارات من الدولارات، ودمار هائل في البنية التحتية.

وعلى الرغم من المأساة الإنسانية الكبيرة والخسائر الاقتصادية الضخمة، فإن الجهود الإقليمية والدولية المستمرة لم تنجح -حتى الآن- في وقف الحرب، وفشلت حتى الآن 10 مبادرات لوقف الحرب، كانت آخرها اجتماعات جنيف، التي عقدت خلال الفترة من 14 إلى 24 أغسطس.

الجانب الإنساني

وفي السياق، يقول فتحي مادبو، رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة السوداني، إنه ليس هناك وجود لأي مؤشّرات تشير إلى انفراجة في السودان، فمن الجانب الإنساني، يدور الحديث عن فتح معبر أدري لدخول المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور، فسارعت الحكومة إلى إعلان فتح المعبر الحدودي بين السودان وتشاد لمدة 3 أشهر، مؤكدا أن المعبر أصلا يقع ضمن مناطق انتشار الدعم السريع، وربما دفعت الحكومة السودانية بملاحظات واقتراحات للأمم المتحدة، تتعلق بتكوين قوة مشتركة بين السودان وتشاد، لإدارة المعبر وتمويل أجهزة تفتيش وفحص، حتى لا يستخدَم المعبر في إدخال أسلحة وذخائر بخلاف المساعدات.

ويضيف فتحي مادبو، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه تم الاتفاق أيضا على إدخال المساعدات عبر سنار والدبة، ويتبقّى على الأمم المتحدة أن تُنشئ آلية لمراقبة تحركات الشاحنات وتحدّد بوضوحٍ مَن يعيقها أو الجهة التي تستولي أو تنهب المساعدات الإنسانية.

تصعيد عسكري

ويذكر السياسي السوداني أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على تنفيذ إعلان جدة، بخصوص خروج قوات الدعم السريع من الأعيان المدنية وبيوت المواطنين، وتجميع هذه القوات في مناطق متفق عليها، مشيرا إلى أن الوضع قطعا سيتجه ناحية التصعيد العسكري المتبادل على كل محاور وجبهات القتال، فقوات الدعم السريع مستمرة في قصف الأحياء السكنية في أم درمان والفاشر، والجيش يقصف تجمعات الدعم في دارفور وفي بحري وجبل مويه وحول مصفاة الجيلي، فالوضع سيستمر في التصعيد، ما دام غاب الاتفاق على وقف إطلاق النار.

صمت العالم

مادبو يستطرد قائلا إن العالم صمت على كارثة السودان نتيجة للحملات الإعلامية المضللة التي صوّرت، الذي يحدث في السودان، بأنه صراع بين جنرالين، مع أن الحقيقة خلاف ذلك، وهي أن هذه الحرب مخطط لابتلاع السودان وثرواته ونهب خيراته، لذلك هي حرب وجودية بالنسبة لشعب السودان، لذلك التفّ السودانيون حول القوات المسلحة السودانية، باعتبارها المؤسسة القومية وهي المسؤولة عن حماية السودان بنص الدستور، فالتضليل الإعلامي، ألقى بظلال سلبية على الوضع في السودان، لكن بعد الحراك الدبلوماسي وتظاهرات السودانيين في كل بقاع الدنيا، بدأ العالم الحر الانتباه لما يجري في السودان.

انحسار الصراع

ويوضح رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة أن الصراع سينحسر، لأن كل المؤشرات والقراءات تشير إلى أن القوات المسلحة السودانية دمَّرت القوة الصلبة من قوات الدعم السريع، ودمّرت عتادا عسكريا هائلا جدا، لذلك ما تبقَّى مِن قوات هو قوات “الفزع” التي تم حشدها دون تدريب كافٍ، وبدأت أعداد المرتزقة الأجانب تتقلَّص بصورةٍ واضحةٍ في صفوف الدعم، يضاف إلى ذلك هلاك أغلبية قادة الدَّعم السريع وقادتها الميدانيين، بالإضافة إلى عوامل أخرى أسهمت في ترجيح كفة القوات المسلّحة السودانية، أهمها المقاومة الشعبية التي انخرط في صفوفها الآلاف من الشباب والمتقاعدين من كل القوى النظامية والقوات المشتركة المكوّنة من جيوش الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا.

النصر قادم

ويختتم حديثه قائلا: “المؤشرات تقول بوضوح كافٍ إنّ القوات المسلّحة السودانية تقاتل وهي مسنودة بهذا الطّيف الواسع كتفا بكتف، ومن خلفها أغلبية أهل السودان، لذلك يتوقّع تمدّد سيطرة القوات المسلحة السودانية، يقابلها انكماش وتراجع وضمور من جانب قوات التمرد، والنصر حليف القوات المسلحة وأهل السودان”.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *