خطر التقليد الضّار على مستقبل الأطفال

خطر التقليد الضّار على مستقبل الأطفال

الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال

يُشكّل الأب والأم القدوة الأولى للطّفل منذ الصغر، ويتّجه الطفل لتقليد الأبوين في سلوكهما وحركتهما ولبسهما، وهو ما يُثير انتباهنا وضحكنا على هذا التقليد الطّفولي، لكن أغلبنا لا يفطن إلى وجود خطر كبير وراء هذا التقليد.

وتُؤكّد دراسات أنه بدايةً مِن عمر العامين، يبدأ الطفل في تقليد المحيطين به، ويبدأ من الأم والأب في المنزل، مرورا بالأقارب، ووصولا لأصدقاء الدراسة عند سن الـ5 سنوات.

والخطر في تقليد الأطفال لسلوكيات الأبوين يكمن في نوعية التقليد، فتجد طفلا يقلّد أباه وأمّه في أداء الصّلاة، وفي طريقة الكلام والحركة ومحاولة المشي، لكن ماذا عن تقليد الطّفل للصّوت العالي للأب أو صراخ الأم أو محاولة تقليد الطّفل النطق بألفاظ وكلمات خارجة؟ هنا يكون التّقليد ضارا بمستقبل الطفل وربما الأسرة كلها.

وبوجه عام، تقليد الطّفل للبيئة المحيطة به يعدّ أحد أهم مصادر اكتساب المعرفة والمعلومات عن العالم الذي يعيش فيه، والأفضل عدم منعه مِن ذلك، بل توجيهه والنُّصح له، ويجب إعطاؤه مساحة جيّدة مِن الحرية، مع إرساء القواعد الصحيحة للتربية والأخلاق، ليكون في مأمن بعيد عن التقليد الضّار.

ومن أهم العوامل المساعدة في إبعاد الطفل عن التقليد الضار، هو تشجيع السلوك الصحيح في تصرّفات الطفل، بالهدايا والجوائز والألعاب المناسبة لسنّه، فضلا عن التزام الأبوين بسلوكيات جيدة وملتزمة في إطار من الدين والأخلاق؛ مثل الصلاة وحُسن الحوار والتزام الصوت الهادئ وتقليل الانفعالات في نطاق الأسرة.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *